وَلَمَّا قُتِلَ الْأَمِينُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ يَرْثِيهِ:
عُوجَا بِمَغْنَى الطَّلَلِ الدَّاثِرِ ... بِالْخُلْدِ ذَاتِ الصَّخْرِ وَالْآجُرِ
وَالْمَرْمَرِ الْمَنْسُوبِ يُطْلَى بِهِ ... وَالْبَابِ بَابِ الذَّهَبِ النَّاضِرِ
عُوجَا بِهَا فَاسْتَيْقِنَا عِنْدَهَا ... عَلَى يَقِينِ قُدْرَةِ الْقَادِرِ
وَأَبْلِغَا عَنِّي مَقَالًا إِلَى الْ ... مَوْلَى عَلَى الْمَأْمُورِ وَالْآمِرِ
قُولَا لَهُ يَابْنَ أَبِي النَّاصِرِ ... طَهِّرْ بِلَادَ اللَّهِ مِنْ طَاهِرِ
لَمْ يَكْفِهِ أَنْ حَزَّ أَوْدَاجَهُ ... ذَبْحَ الْهَدَايَا بِمُدَى الْجَازِرِ
حَتَّى أَتَى يَسْحَبُ أَوْدَاجَهُ ... فِي شَطَنٍ (هَذَا مَدَى) السَّائِرِ
قَدْ بَرَّدَ الْمَوْتُ عَلَى جَنْبِهِ ... فَطَرْفُهُ مُنْكَسِرُ النَّاظِرِ
(فَلَمَّا بَلَغَ الْمَأْمُونَ قَوْلُهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ) .
ذِكْرُ صِفَةِ الْأَمِينِ وَعُمْرِهِ وَوِلَايَتِهِ
قِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَلِيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْأَحَدِ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُوسَى، وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
(وَهُوَ ابْنُ الرَّشِيدِ هَارُونَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَهْدِيِّ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ زُبَيْدَةُ ابْنَةُ جَعْفَرٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ الْمَنْصُورِ.
وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَقِيلَ: كَانَتْ وِلَايَتُهُ النِّصْفَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَكَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِيًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.