هَيْهَاتَ بَعْدَكَ أَنْ يَدُومَ لَنَا عِزٌّ ... وَأَنْ يَبْقَى لَنَا شَرَفُ
أَفَبَعْدَ عَهْدِ اللَّهِ تَقْتُلُهُ ... وَالْقَتْلُ بَعْدَ أَمَانِهِ سَرَفُ
فَسَتَعْرِفُونَ غَدًا بِعَاقِبَةٍ ... عِزَّ الْإِلَهِ فَأَوْرِدُوا وَقِفُوا
يَا مَنْ تَخَوَّنَ نَوْمَهُ أَرَقٌ ... هَدَتِ الشُّجُونُ وَقَلْبُهُ لَهِفُ
قَدْ كُنْتَ لِي أَمَلًا غَنِيتُ بِهِ ... فَمَضَى وَحَلَّ مَحَلَّهُ الْأَسَفُ
مُرِجَ النِّظَامُ وَعَادَ مُنْكَرُنَا عُرْفًا ... وَأُنْكِرَ بَعْدَكَ الْعُرُفُ وَالشَّمْلُ مُنْتَشِرٌ
لِفَقْدِكَ وَالدُّنْيَا سُدًى وَالْبَالُ مُنْكَسِفُ
وَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ الْحَسَنِ يَرْثِيهِ عَلَى لِسَانِ أُمِّهِ زُبَيْدَةَ، وَتُخَاطِبُ الْمَأْمُونَ، وَكُنْيَةُ زُبَيْدَةَ أُمُّ جَعْفَرٍ:
لِخَيْرِ إِمَامٍ قَامَ مِنْ خَيْرِ عُنْصُرِ ... وَأَفْضَلِ سَامٍ فَوْقَ أَعْوَادِ مِنْبَرِ
لِوَارِثِ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَفَهْمِهِمْ ... وَلِلْمَلِكِ الْمَأْمُونِ مِنْ أُمِّ جَعْفَرِ
كَتَبْتُ وَعَيْنِي مُسْتَهِلٌّ دُمُوعُهَا ... إِلَيْكَ ابْنَ عَمِّي مِنْ جُفُونِي وَمَحْجَرِي
وَقَدْ مَسَّنِي ضُرٌّ وَذُلُّ كَآبَةٍ ... وَأَرَّقَ عَيْنِي يَابْنَ عَمِّي تَفَكُّرِي
وَهِمْتُ لِمَا لَاقَيْتُ بَعْدَ مُصَابِهِ ... فَأَمْرِي عَظِيمٌ مُنْكَرٌ جِدُّ مُنْكَرُ
سَأَشْكُو الَّذِي لَاقَيْتُهُ بَعْدَ فَقْدِهِ ... إِلَيْكَ شَكَاةَ الْمُسْتَضِيمِ الْمُقَهَّرِ
وَأَرْجُو لِمَا قَدْ مَرَّ بِي مُذْ فَقَدْتُهُ ... فَأَنْتَ لِبَثِّي خَيْرُ رَبٍّ مُغَيِّرِ
أَتَى طَاهِرٌ لَا طَهَّرَ اللَّهُ طَاهِرًا ... فَمَا طَاهِرٌ فِيمَا أَتَى بِمُطَهَّرِ
فَأَخْرَجَنِي مَكْشُوفَةَ الْوَجْهِ حَاسِرًا ... وَأَنْهَبَ أَمْوَالِي وَأَخْرَبَ أَدْوُرِي