فَمِمَّا قِيلَ فِيهِ:
أَلَا يَا أَيُّهَا الثَّاوِي بِطُوسِ ... عَزِيبًا مَا يُفَادَى بِالنُّفُوسِ
لَقَدْ أَبْقَيْتَ لِلْخِصْيَانِ هِقْلًا ... تَحْمِلُ مِنْهُمُ شُؤْمَ الْبَسُوسِ
فَأَمَّا نَوْفَلٌ فَالشَّأْنُ فِيهِ ... وَفِي بَدْرٍ، فَيَالَكَ مِنْ جَلِيسِ
وَمَا لِلْمَعْصِمِيِّ شَيْءٌ لَدَيْهِ إِذَا ... ذُكِرُوا بِذِي سَهْمٍ خَسِيسِ
وَمَا حَسَنُ الصَّغِيرُ أَخَسُّ حَا ... لًا لَدَيْهِ عِنْدَ مُخْتَرَقِ الْكُئُوسِ
لَهُمْ مِنْ عُمْرِهِ شَطْرٌ وَشَطْ ... رٌ يُعَاقِرُ فِيهِ شُرْبَ الْخَنْدَرِيسِ
وَمَا لِلْغَانِيَاتِ لَدَيْهِ حَظٌّ ... سِوَى التَّقْطِيبِ بِالْوَجْهِ الْعَبُوسِ
إِذَا كَانَ الرَّئِيسُ كَذَا سَقِيمًا ... فَكَيْفَ صَلَاحُنَا بَعْدَ الرَّئِيسِ
فَلَوْ عَلِمَ الْمُقِيمُ بِدَارِ طُوسٍ ... لَعَزَّ عَلَى الْمُقِيمِ بِدَارِ طُوسِ
ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى جَمِيعِ الْبُلْدَانِ فِي طَلَبِ الْمُلْهِينَ، وَضَمَّهُمْ إِلَيْهِ، وَأَجْرَى عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ، وَاحْتَجَبَ عَنْ أَخَوَيْهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَاسْتَخَفَّ بِهِمْ وَبِقُوَّادِهِ، وَقَسَّمَ مَا فِي بُيُوتِ الْأَمْوَالِ وَمَا بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْجَوَاهِرِ فِي خِصْيَانِهِ وَجُلَسَائِهِ وَمُحَدِّثِيهِ، وَأَمَرَ بِبِنَاءِ مَجَالِسَ لِمُتَنَزَّهَاتِهِ، وَمَوَاضِعِ خَلَوَاتِهِ وَلَهْوِهِ وَلَعِبِهِ، وَعَمِلَ خَمْسَ حَرَّاقَاتٍ فِي دِجْلَةَ عَلَى صُورَةِ الْأَسَدِ، وَالْفِيلِ، وَالْعُقَابِ، وَالْحَيَّةِ، وَالْفَرَسِ، وَأَنْفَقَ فِي عَمَلِهَا مَالًا عَظِيمًا، فَقَالَ أَبُو نُوَاسٍ فِي ذَلِكَ:
سَخَّرَ اللَّهُ لِلْأَمِينِ مَطَايَا ... لَمْ تُسَخَّرْ لِصَاحِبِ الْمِحْرَابِ
فَإِذَا مَا رِكَابُهُ سِرْنَ بَرًّا سَارَ فِي ... الْمَاءِ رَاكِبًا لَيْثَ غَابِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute