للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَأَوَّلُ سَرِيَّةٍ أَخْرَجَهَا سَرِيَّةٌ فِيهَا وَلَدُهُ مَحْمُودٌ، فَقَصَدَ سَرْقُوسَةَ فَغَنِمَ، وَخَرَّبَ وَأَحْرَقَ، وَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَقَاتَلَهُمْ فَظَفِرَ، وَعَادَ، فَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ أَهْلُ رَغُوسَ.

(وَقَدْ جَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ أَنَّ أَهْلَ رَغُوسَ اسْتَأْمَنُوا فِيهَا، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ، وَلَا نَعْلَمُ أَهَذَا اخْتِلَافٌ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ، أَمْ هُمَا غَزَاتَانِ، وَيَكُونُ أَهْلُهَا قَدْ غَدَرُوا بَعْدَ هَذِهِ الدُّفْعَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ) .

وَفِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فُتِحَتْ مَدِينَةُ نُوطَسَ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِهَا أَخْبَرَ الْمُسْلِمِينَ بِمَوْضِعٍ دَخَلُوا مِنْهُ إِلَى الْبَلَدِ فِي الْمُحَرَّمِ، فَغَنِمُوا مِنْهَا أَمْوَالًا جَلِيلَةً، ثُمَّ فَتَحُوا شَكْلَةَ بَعْدَ حِصَارٍ.

وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ سَارَ خَفَاجَةُ إِلَى سَرْقُوسَةَ، ثُمَّ إِلَى جَبَلِ النَّارِ، فَأَتَاهُ (رُسُلُ) أَهْلِ طَبَرْمِينَ يَطْلُبُونَ الْأَمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ امْرَأَتَهُ وَوَلَدَهُ فِي ذَلِكَ، (فَتَمَّ الْأَمْرُ) ، ثُمَّ غَدَرُوا، فَأَرْسَلَ خَفَاجَةُ مُحَمَّدًا فِي جَيْشٍ إِلَيْهَا، فَفَتَحَهَا وَسَبَى أَهْلَهَا.

(وَفِيهَا أَيْضًا سَارَ خَفَاجَةُ إِلَى رَغُوسَ، فَطَلَبَ أَهْلُهَا الْأَمَانَ لِيُطْلِقَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهَا بِأَمْوَالِهِمْ، وَدَوَابِّهِمْ، وَيَغْنَمَ الْبَاقِيَ، فَفَعَلَ وَأَخَذَ جَمِيعَ مَا فِي الْحِصْنِ مِنْ مَالٍ، وَرَقِيقٍ، وَدَوَابَّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهَادَنَهُ أَهْلُ الْغَيْرَانِ وَغَيْرُهُمْ، وَافْتَتَحَ حُصُونًا كَثِيرَةً، ثُمَّ مَرِضَ، فَعَادَ إِلَى بَلَرْمَ.

وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ سَارَ خَفَاجَةُ مِنْ بَلَرْمَ إِلَى مَدِينَةِ سَرْقُوسَةَ وَقَطَانِيَّةَ، وَخَرَّبَ بِلَادَهَا، وَأَهْلَكَ زُرُوعَهَا، وَعَادَ وَسَارَتْ سَرَايَاهُ إِلَى أَرْضِ صِقِلِّيَّةَ، فَغَنِمُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>