بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ، فَنُرِيدُ أَنْ تُطْلِقَ نِسَاءَنَا، وَتَخْرُجَ عَنْ أَمْوَالِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا يَكُونُ إِنْ تَرَكْتَنِي عَلَى أَمْرِي حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، وَإِلَّا فَهَذَا السَّيْفُ. فَتَرَكَهُ الْمُعْتَزُّ.
وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ إِبْرَاهِيمُ الدَّيْرَجُ، وَعَتَّابُ بْنُ عَتَّابٍ، فَأَمَّا عَتَّابٌ فَهَرَبَ إِلَى بَغْدَادَ، وَأَمَّا الدَّيْرَجُ فَأَقَرَّ عَلَى الشُّرْطِ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَى الدَّوَاوِينِ، وَبَيْتِ الْمَالِ، وَالْكِتَابَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَلَمَّا اتَّصَلَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَبَرُ بَيْعَةِ الْمُعْتَزِّ وَتَوْجِيهُ الْعُمَّالِ أَمَرَ بِقَطْعِ الْمِيرَةِ عَنْ أَهْلِ سَامَرَّا، وَكَتَبَ إِلَى مَالِكِ بْنِ طَوْقٍ فِي الْمَسِيرِ إِلَى بَغْدَادَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَجُنْدُهُ، وَكَتَبَ إِلَى نَجُوبَةَ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ عَلَى الْأَنْبَارِ فِي الِاحْتِشَادِ وَالْجَمْعِ، وَإِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيِّ فِي مَنْعِ السُّفُنِ وَالْمِيرَةِ عَنْ سَامَرَّا، فَأُخِذَتْ سَفِينَةٌ بِبَغْدَاذَ فِيهَا أُرْزٌ وَغَيْرُهُ، فَهَرَبَ الْمَلَّاحُ، وَبَقِيَتِ السَّفِينَةُ حَتَّى غَرِقَتْ.
وَأَمَرَ الْمُسْتَعِينُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِتَحْصِينِ بَغْدَادَ، فَتَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ، فَأُدِيرَ عَلَيْهَا السُّورُ مِنْ دِجْلَةَ مِنْ بَابِ الشَّمَّاسِيَّةِ إِلَى سُوقِ الثُّلَاثَاءِ، حَتَّى أَوْرَدَهُ دِجْلَةَ وَأَمَرَ بِحَفْرِ الْخَنَادِقِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا، وَجَعَلَ عَلَى كُلِّ بَابٍ قَائِدًا، فَبَلَغَتِ النَّفَقَةُ عَلَى ذَلِكَ جَمِيعِهِ ثَلَاثَمِائَةَ أَلْفٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَنَصَبَ عَلَى الْأَبْوَابِ الْمَنْجَنِيقَاتِ وَالْعَرَّادَاتِ، وَشَحَنَ الْأَسْوَارَ، وَفَرَضَ فَرْضًا لِلْعَيَّارِينِ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ عَرِيفًا اسْمُهُ يَبْنَوَيْهِ، وَعَمِلَ لَهُمْ تَرَاسًا مِنَ الْبَوَارِي الْمُقَيَّرَةِ، وَأَعْطَاهُمُ الْمَخَالِيَ لِيَجْعَلُوا فِيهَا الْحِجَارَةَ لِلرَّمْيِ، وَفَرَضَ أَيْضًا لِقَوْمٍ مِنْ خُرَاسَانَ قَدِمُوا حُجَّاجًا، فَسُئِلُوا الْمَعُونَةَ، فَأَعَانُوا.
وَكَتَبَ الْمُسْتَعِينُ إِلَى عُمَّالِ الْخَرَاجِ بِكُلِّ بَلْدَةٍ أَنْ يَكُونَ حَمْلُهُمُ الْخَرَاجَ وَالْأَمْوَالَ إِلَى بَغْدَادَ، لَا يُحْمَلُ مِنْهَا إِلَى سَامَرَّا شَيْءٌ، وَكَتَبَ إِلَى الْأَتْرَاكِ، وَالْجُنْدِ الَّذِينَ بِسَامَرَّا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute