يَأْمُرُهُمْ بِنَقْضِ بَيْعَةِ الْمُعْتَزِّ، وَمُرَاجَعَةِ الْوَفَاءِ لَهُ، وَيُذَكِّرُهُمْ أَيَادِيَهُ عِنْدَهُمْ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَالنَّكْثِ.
ثُمَّ جَرَتْ بَيْنَ الْمُعْتَزِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مُكَاتَبَاتٌ وَمُرَاسَلَاتٌ يَدْعُو الْمُعْتَزَّ (مُحَمَّدًا إِلَى الْمُبَايَعَةِ، وَيُذَكِّرُهُ مَا كَانَ الْمُتَوَكِّلُ أَخَذَ لَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبَيْعَةِ بَعْدَ الْمُنْتَصِرِ، وَمُحَمَّدٌ يَدْعُو الْمُعْتَزَّ) إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى طَاعَةِ الْمُسْتَعِينِ، وَاحْتَجَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ.
وَأَمَرَ مُحَمَّدٌ بِكَسْرِ الْقَنَاطِرِ، وَشَقِّ الْمِيَاهِ بِسُطُوحِ (الْأَنْبَارِ وَبَادُورِيَا لِيَقْطَعَ الْأَتْرَاكَ عَنِ الْأَنْبَارِ.
وَكَتَبَ الْمُسْتَعِينُ وَالْمُعْتَزُّ إِلَى مُوسَى بْنِ بُغَا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَدْعُوهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ بِأَطْرَافِ الشَّامِ، كَانَ خَرَجَ لِقِتَالِ أَهْلِ حِمْصَ، فَانْصَرَفَ إِلَى الْمُعْتَزِّ، وَصَارَ مَعَهُ.
وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُغَا الصَّغِيرُ مِنْ سَامَرَّا إِلَى الْمُسْتَعِينِ، وَكَانَ قَدْ تَخَلَّفَ بَعْدَ أَبِيهِ، فَاعْتَذَرَ، وَقَالَ لِأَبِيهِ: إِنَّمَا قَدِمْتُ لِأَمُوتَ تَحْتَ رِكَابِكَ، فَأَقَامَ بِبَغْدَاذَ أَيَّامًا، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى سَامَرَّا، فَاعْتَذَرَ إِلَى الْمُعْتَزِّ، وَقَالَ: إِنَّمَا سِرْتُ إِلَى بَغْدَادَ لِأَعْلَمَ أَخْبَارَهُمْ وَآتِيَكَ بِهَا. فَقَبِلَهُ الْمُعْتَزُّ، وَرَدَّهُ إِلَى خِدْمَتِهِ.
وَوَرَدَ الْحَسَنُ بْنُ الْأَفْشِينِ بَغْدَادَ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ الْمُسْتَعِينُ، وَضَمَّ إِلَيْهِ جَمْعًا مِنَ الْأَشْرُوسَنِّيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.
ذِكْرُ حِصَارِ الْمُسْتَعِينِ بِبَغْدَاذَ
ثُمَّ إِنَّ الْمُعْتَزَّ عَقَدَ لِأَخِيهِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، وَهُوَ الْمُوَفَّقُ، لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، عَلَى حَرْبِ الْمُسْتَعِينِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَوَلَّاهُ ذَلِكَ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْجَيْشَ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ الْأُمُورَ كُلَّهَا، وَجَعَلَ التَّدْبِيرَ إِلَى كَلْبَاتِكِينَ التُّرْكِيِّ، فَسَارَ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute