للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَشَهِدُوا عَلَى إِقْرَارِهِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِمْ، وَوَجَّهَ مَعَهُمْ مَنْ يَأْخُذُ الْبَيْعَةَ عَلَى الْمُسْتَعِينِ، وَحُمِلَ إِلَى الْمُسْتَعِينِ أُمُّهُ وَعِيَالُهُ، بَعْدَمَا فَتَّشُوا، وَأَخَذُوا مَا مَعَهُمْ، وَكَانَ دُخُولُ الرُّسُلِ بَغْدَادَ مِنْ عِنْدِ الْمُعْتَزِّ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ.

ذِكْرُ غَزْوِ الْإِفْرِنْجِ بِالْأَنْدَلُسِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ، صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ، جَيْشًا مَعَ ابْنِهِ الْمُنْذِرِ إِلَى بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةَ، فَسَارُوا، وَقَصَدُوا الْمِلَاحَةَ، وَكَانَتْ أَمْوَالٌ لِذُرَيقٍ بِنَاحِيَةِ أُلْبَةَ وَالْقِلَاعِ، فَلَمَّا عَمَّ الْمُسْلِمُونَ بَلَدَهُمْ بِالْخَرَابِ وَالنَّهْبِ، جُمِعَ لِذُرَيْقٍ عَسَاكِرُهُ، وَسَارَ يُرِيدُهُمْ، فَالْتَقَوْا بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ فَجَّ الْمَرْكُوَّيْنِ، وَبِهِ تُعْرَفُ هَذِهِ الْغَزَاةُ، فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَبْعُدُوا، وَاجْتَمَعُوا بِهَضْبَةٍ بِالْقُرْبِ مِنْ مَوْضِعِ الْمَعْرَكَةِ، فَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، وَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، فَوَلَّى الْفِرِنْجُ مُنْهَزِمِينَ لَا يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ. وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ.

وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ ثَانِيَ عَشَرَ رَجَبَ، وَكَانَ عَدَدُ مَا أُخِذَ مِنْ رُؤُوسِ الْمُشْرِكِينَ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِائَةٍ وَاثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ رَأْسًا، وَكَانَ فَتْحًا عَظِيمًا، وَعَادَ الْمُسْلِمُونَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ رَجَعَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، صَرَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ، إِلَى طَبَرِسْتَانَ مِنْ جُرْجَانَ بِجَمْعٍ كَثِيرٍ، وَخَيْلٍ وَسِلَاحٍ، فَتَنَحَّى الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ طَبَرِسْتَانَ، وَلَحِقَ بِالدَّيْلَمِ، وَدَخَلَهَا سُلَيْمَانُ، وَقَصَدَ سَارِيَةَ، وَأَتَاهُ ابْنَانِ لَقَارَنَ بْنِ شَهْرَيَارَ، وَأَتَاهُ أَهْلُ آمُلَ وَغَيْرُهُمْ، مُنِيبِينَ مُظْهِرِينَ النَّدَمَ، يَسْأَلُونَ الصَّفْحَ، فَلَقِيَهُمْ بِمَا أَرَادُوا، وَنَهَى أَصْحَابَهُ عَنِ الْقَتْلِ وَالنَّهْبِ وَالْأَذَى.

وَوَرَدَ كِتَابُ أَسَدِ بْنِ جَنَّدَانِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ لَقِيَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>