أَيَّامٍ.
ذِكْرُ وَفَاةِ نَصْرٍ السَّامَانِيِّ
وَفِيهَا مَاتَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّامَانِيُّ، وَقَامَ بِمَا كَانَ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ أَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، وَكَانَ نَصْرٌ دَيِّنًا، عَاقِلًا، لَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، مِنْهُ مَا قَالَ فِي رَافِعِ بْنِ هَرْثَمَةَ:
أَخُوكَ فِيكَ عَلَى خُبْرٍ وَمَعْرِفَةٍ ... إِنَّ الذَّلِيلَ ذَلِيلٌ حَيْثُمَا كَانَا
لَوْلَا زَمَانٌ خَئُونٌ فِي تَصَرُّفِهِ ... وَدَوْلَةٌ ظَلَمَتْ مَا كُنْتَ إِنْسَانًا
ذِكْرُ عَزْلِ رَافِعِ بْنِ هَرْثَمَةَ مِنْ خُرَاسَانَ وَقَتْلِهِ
وَفِيهَا عَزَلَ الْمُعْتَضِدُ رَافِعَ بْنَ هَرْثَمَةَ عَنْ خُرَاسَانَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْمُعْتَضِدَ كَتَبَ إِلَى رَافِعٍ بِتَخْلِيَةِ قُرَى السُّلْطَانِ بِالرَّيِّ، فَلَمْ يَقْبَلْ، فَأَشَارَ عَلَى رَافِعٍ أَصْحَابُهُ بِرَدِّ الْقُرَى لِئَلَّا يَفْسُدَ حَالُهُ بِكِتَابٍ، فَلَمْ يَقْبَلْ أَيْضًا، وَكَتَبَ الْمُعْتَضِدُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دُلَفَ بِأَمْرِهِ بِمُحَارَبَةِ رَافِعٍ وَإِخْرَاجِهِ عَنِ الرَّيِّ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ بِتَوْلِيَتِهِ خُرَاسَانَ.
ثُمَّ إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَقِيَ رَافِعًا فَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ رَافِعٌ عَنِ الرَّيِّ، وَسَارَ إِلَى جُرْجَانَ، وَمَاتَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَعَادَ رَافِعٌ إِلَى الرَّيِّ، فَلَاقَاهُ عَمْرٌو، وَبَكْرٌ ابْنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ عَمْرٌو وَبَكْرٌ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَوَصَلُوا إِلَى أَصْبَهَانَ، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانِينَ [وَمِائَتَيْنِ] .
وَأَقَامَ رَافِعٌ بِالرَّيِّ بَاقِيَ سَنَتِهِ، وَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ اللَّيْثِ مَعَهُ فِي الرَّيِّ.
ثُمَّ إِنَّ عَمْرَو بْنَ اللَّيْثِ وَافَى نَيْسَابُورَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانِينَ [وَمِائَتَيْنِ] ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute