رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَإِذَا سَمِعَ النَّاسُ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ إِطْرَائِهِمْ كَانُوا إِلَيْهِمْ أَمْيَلَ، وَكَانُوا هُمْ أَبْسَطَ أَلْسِنَةً، وَأَظْهَرَ حُجَّةً فِيهِمُ الْيَوْمَ، فَأَمْسَكَ الْمُعْتَضِدُ، وَلَمْ يَأْمُرْ فِي الْكِتَابِ بَعْدَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الْمُنْحَرِفَةِ مِنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَفِيهَا سَيَّرَ الْمُعْتَضِدُ إِلَى عَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ الْخِلَعَ وَاللِّوَاءَ بِوِلَايَةِ الرَّيِّ، وَهَدَايَا.
وَفِيهَا فُتِحَتْ قُرَّةُ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ عَلَى يَدِ رَاغِبٍ مَوْلَى الْمُوَفَّقِ، وَابْنِ كَلُوبٍ فِي رَجَبٍ.
وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ ظَهَرَ بِدَارِ الْمُعْتَضِدِ إِنْسَانٌ بِيَدِهِ سَيْفٌ، فَمَضَى إِلَيْهِ بَعْضُ الْخَدَمِ لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَجَرَحَهُ، وَهَرَبَ الْخَادِمُ، وَدَخَلَ الشَّخْصُ فِي زَرْعٍ فِي الْبُسْتَانِ فَتَوَارَى فِيهِ، فَطُلِبَ فِي بَاقِي لَيْلَتِهِ، وَمِنَ الْغَدِ، فَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ خَبَرٌ، فَاسْتَوْحَشَ الْمُعْتَضِدُ، وَكَثُرَ النَّاسُ فِي أَمْرِهِ بِالظُّنُونِ حَتَّى قَالُوا: إِنَّهُ مِنَ الْجِنِّ، وَظَهَرَ مِرَارًا كَثِيرَةً، حَتَّى وَكَّلَ الْمُعْتَضِدُ بِسُورِ دَارِهِ، وَأَحْكَمَهُ ضَبْطًا، ثُمَّ أَحْضَرَ الْمَجَانِينَ وَالْمُعَزِّمِينَ بِسَبَبِ ذَلِكَ الشَّخْصِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ فَقَالَ الْمُعَزِّمُونَ: نَحْنُ نَعْزِمُ عَلَى بَعْضِ الْمَجَانِينِ، فَإِذَا سَقَطَ سَأَلَ الْجِنِّيَّ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، فَعَزَمُوا عَلَى امْرَأَةٍ مَجْنُونَةٍ فَصُرِعَتْ، وَالْمُعْتَضِدُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا صُرِعَتْ أَمَرَهُمْ بِالِانْصِرَافِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ كَرَامَةُ بْنُ مُرٍّ مِنَ الْكُوفَةِ بِقَوْمٍ مُقَيَّدِينَ ذُكِرَ أَنَّهُمْ مِنَ الْقَرَامِطَةِ، فَقُرِّرُوا بِالضَّرْبِ فَأَقَرُّوا عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ صَدَقَةَ الْكَاتِبِ أَنَّهُ مِنْهُمْ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَحَبَسَهُ.
وَفِيهَا وَثَبَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دُلَفَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي لَيْلَى بِشَفِيعٍ الْخَادِمِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ أَخُوهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ أَخَذَهُ وَقَيَّدَهُ وَحَبَسَهُ فِي قَلْعَتِهِ زَزَّ، وَوَكَّلَ بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute