وَكَانَ الْمُعْتَضِدُ بَعْدَمَا امْتَنَعَ مِنَ الْكَلَامِ، أَمَرَ صَافِيًا الْحُرْمِيَّ بِقَتْلِ عَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ بِالْإِيمَاءِ وَالْإِشَارَةِ، وَوَضْعِ يَدِهِ عَلَى (رَقَبَتِهِ، وَعَلَى عَيْنِهِ بِأَنِ) اذْبَحِ الْأَعْوَرَ، وَكَانَ عَمْرٌو أَعْوَرَ، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ صَافِي لِعِلْمِهِ بِقُرْبِ وَفَاةِ الْمُعْتَضِدِ، وَكَرِهَ قَتْلَ عَمْرٍو. فَلَمَّا وَصَلَ الْمُكْتَفِي بَغْدَاذَ سَأَلَ (الْوَزِيرَ عَنْهُ، فَقَالَ) : هُوَ حَيٌّ، فَسُرَّ بِذَلِكَ وَأَرَادَ الْإِحْسَانَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ مِنَ الْهَدِيَّةِ إِلَيْهِ لَمَّا كَانَ بِالرَّيِّ، فَكَرِهَ الْوَزِيرُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ قَتَلَهُ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَلَى الرَّيِّ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَاتَبَ أَهْلُ الرَّيِّ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ الَّذِي كَانَ حَارَبَ مُحَمَّدَ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيَّ، وَتَوَلَّى طَبَرِسْتَانَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَدْ خَلَعَ طَاعَةَ إِسْمَاعِيلَ فَسَأَلَهُ أَهْلُ الرَّيِّ الْمَسِيرَ إِلَيْهِمْ لِيُسَلِّمُوهَا إِلَيْهِ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْوَالِيَ عَلَيْهِمْ كَانَ قَدْ أَسَاءَ السِّيرَةَ فِيهِمْ. فَسَارَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ إِلَيْهِمْ فَحَارَبَهُ وَالِيهَا وَهُوَ الدَّتْمَشُ التُّرْكِيُّ، فَقَتَلَهُ مُحَمَّدٌ، وَقَتَلَ ابْنَيْنِ لَهُ وَأَخَا كَيْغَلَغَ، وَهُوَ مِنْ قُوَّادِ الْخَلِيفَةِ، وَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّيَّ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا فِي رَجَبٍ.
ذِكْرُ قَتْلِ بَدْرٍ
وَفِيهَا قُتِلَ بَدْرٌ غُلَامُ الْمُعْتَضِدِ، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْقَاسِمَ الْوَزِيرَ كَانَ قَدْ هَمَّ بِنَقْلِ الْخِلَافَةِ عَنْ وَلَدِ الْمُعْتَضِدِ بَعْدَهُ، فَقَالَ لِبَدْرٍ، فِي ذَلِكَ فِي حَيَاةِ الْمُعْتَضِدِ بَعْدَ أَنِ اسْتَحْلَفَهُ وَاسْتَكْتَمَهُ، فَقَالَ بَدْرٌ: مَا كُنْتُ لِأَصْرِفَهَا عَنْ وَلَدِ مَوْلَايَ وَوَلِيِّ نِعْمَتِي، فَلَمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute