للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا مِنَ الْفَتْحِ الظَّرِيفِ، وَكَانَ جَزَاؤُهُ (أَنْ صُرِفَ) عَنْ أَصْبَهَانَ، وَوَلِيَ عَلَيْهَا الْمُظَفَّرُ بْنُ يَاقُوتٍ.

ذِكْرُ مُلْكِ مَرْدَاوِيجَ أَصْبَهَانَ

ثُمَّ أَنْفَذَ مَرْدَاوِيجُ طَائِفَةً أُخْرَى إِلَى أَصْبَهَانَ، مَلَكُوهَا وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، وَبَنَوْا لَهُ فِيهَا مَسَاكِنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيِّ، وَالْبَسَاتِينَ، فَسَارَ مَرْدَاوِيجُ إِلَيْهَا فَنَزَلَهَا وَهُوَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ خَمْسِينَ أَلْفًا، وَأَرْسَلَ جَمْعًا آخَرَ إِلَى الْأَهْوَازِ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَعَلَى خُوزِسْتَانَ، وَجَبَوْا أَمْوَالَ هَذِهِ الْبِلَادِ وَالنَّوَاحِي، وَقَسَمَهَا فِي أَصْحَابِهِ، وَجَمَعَ مِنْهَا الْكَثِيرَ فَاذَّخَرَهُ.

ثُمَّ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى الْمُقْتَدِرِ رَسُولًا يُقَرِّرُ عَلَى نَفْسِهِ مَالًا عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ كُلِّهَا، وَنَزَلَ لِلْمُقْتَدِرِ عَنْ هَمَذَانَ وَمَاهِ الْكُوفَةِ، فَأَجَابَهُ الْمُقْتَدِرُ إِلَى ذَلِكَ، وَقُوطِعَ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ.

ذِكْرُ عَزْلِ الْكَلْوَذَانِيِّ وَوِزَارَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ أَبُو الْقَاسِمِ الْكَلْوَذَانِيُّ عَنْ وِزَارَةِ الْخَلِيفَةِ وَوَزَرَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بِبَغْدَاذَ إِنْسَانٌ يُعْرَفُ بِالدَّانِيَالِيِّ، وَكَانَ زَرَّاقًا، ذَكِيًّا مُحْتَالًا، وَكَانَ يُعَتِّقُ الْكَاغَدَ، وَيَكْتُبُ فِيهِ بِخَطِّهِ مَا يُشْبِهُ الْخَطَّ الْعَتِيقَ، وَيَذْكُرُ فِيهِ إِشَارَاتٍ وَرُمُوزًا يُودِعُهَا أَسْمَاءَ أَقْوَامٍ مِنْ أَرْبَابِ الدَّوْلَةِ، فَيَحْصُلُ لَهُ بِذَلِكَ رِفْقٌ كَثِيرٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>