للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ قَتْلِ الشَّلْمَغَانِيِّ وَحِكَايَةِ مَذْهَبِهِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّلْمَغَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الْعَزَاقِرِ، (وَشَلْمَغَانُ الَّتِي يُنْسَبُ إِلَيْهَا قَرْيَةٌ بِنُوَاحِي وَاسِطَ) .

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مَذْهَبًا غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ وَالتَّنَاسُخِ، وَحُلُولِ الْإِلَهِيَّةِ فِيهِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْكِيهِ، وَأَظْهَرَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ رَوْحٍ، الَّذِي تُسَمِّيهِ الْإِمَامِيَّةُ الْبَابَ، مُتَدَاوِلُ وِزَارَةِ حَامِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثُمَّ اتَّصَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الشَّلْمَغَانِيُّ بِالْمُحْسِنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ فِي وِزَارَةِ أَبِيهِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ طَلَبَ فِي وِزَارَةِ الْخَاقَانِيِّ، فَاسْتَتَرَ وَهَرَبَ إِلَى الْمَوْصِلِ، فَبَقِيَ سِنِينَ عِنْدَ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى بَغْدَاذَ وَاسْتَتَرَ، وَظَهَرَ عَنْهُ بِبَغْدَاذَ أَنَّهُ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ الرُّبُوبِيَّةَ، وَقِيلَ إِنَّهُ اتَّبَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ الَّذِي وَزَرَ لِلْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنَا بِسْطَامٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، وَابْنُ شَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، كَانُوا يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ فِيهِ، وَظَهَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَطَلَبُوا أَيَّامَ وِزَارَةِ ابْنِ مُقْلَةَ لِلْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ، فَلَمْ يَجِدُوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>