للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ فَتْحِ جَنَوَةَ وَغَيْرِهَا

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ الْقَائِمُ الْعَلَوِيُّ جَيْشًا مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ فِي الْبَحْرِ إِلَى نَاحِيَةِ الْفِرِنْجِ، فَفَتَحُوا مَدِينَةَ جَنَوَةَ، وَمَرُّوا بِسَرْدَانِيَّةَ فَأَوْقَعُوا بِأَهْلِهَا، وَأَحْرَقُوا مَرَاكِبَ كَثِيرَةً، وَمَرُّوا بِقَرْقِيسِيَا، فَأَحْرَقُوا مَرَاكِبَهَا وَعَادُوا سَالِمِينَ.

ذِكْرُ الْقَرَامِطَةِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى الْحَجِّ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْقَادِسِيَّةَ اعْتَرَضَهُمْ أَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيُّ ثَانِيَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ، فَقَاتَلَهُ أَصْحَابُ الْخَلِيفَةِ، وَأَعَانَهُمُ الْحَجَّاجُ، ثُمَّ الْتَجَئُوا إِلَى الْقَادِسِيَّةِ، فَخَرَجَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ بِالْكُوفَةِ إِلَى أَبِي طَاهِرٍ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكُفَّ عَنِ الْحَجَّاجِ، فَكَفَّ عَنْهُمْ، وَشَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى بَغْدَاذَ، فَرَجَعُوا، وَلَمْ يَحُجَّ بِهَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْعِرَاقِ أَحَدٌ، وَسَارَ أَبُو طَاهِرٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَقَامَ بِهَا عِدَّةَ أَيَّامٍ وَرَحَلَ عَنْهَا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ قَلَّدَ الرَّاضِي بِاللَّهِ وَلَدَيْهِ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا الْفَضْلِ نَاحِيَتَيِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ مِمَّا بِيَدِهِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الْبِلَادِ.

وَفِيهَا فِي لَيْلَةِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَوْقَعَ الْقُرْمُطِيُّ بِالْحَجَّاجِ، انْقَضَّتِ الْكَوَاكِبُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ انْقِضَاضًا دَائِمًا مُسْرِفًا جِدًّا لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>