للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَلَعَ الْمُتَّقِي عَلَى ابْنِ رَائِقٍ، وَجَعَلَهُ أَمِيرَ الْأُمَرَاءِ، وَأَمَرَ جَعْفَرَ الْكَرْخِيَّ بِلُزُومِ بَيْتِهِ، وَكَانَتْ وَزَارَتُهُ ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَاسْتَوْلَى أَحْمَدُ الْكُوفِيُّ عَلَى الْأَمْرِ فَدَبَّرَهُ، ثُمَّ ظَفِرَ ابْنُ رَائِقٍ بِكُورَتِكِينَ فَحُبِسَ بِدَارِ الْخَلِيفَةِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ بِالْعِرَاقِ غَلَاءٌ شَدِيدٌ، فَاسْتَسْقَى النَّاسُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَسُقُوا مَطَرًا قَلِيلًا لَمْ يَجْرِ مِنْهُ مِيزَابٌ، ثُمَّ اشْتَدَّ الْغَلَاءُ وَالْوَبَاءُ، وَكَثُرَ الْمَوْتُ حَتَّى كَانَ يُدْفَنُ الْجَمَاعَةُ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ وَلَا يُغَسَّلُونَ، وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِمْ، وَرَخَّصَ الْعَقَّارُ بِبَغْدَاذَ الْأَثَاثَ حَتَّى بِيعَ مَا ثَمَنُهُ دِينَارٌ بِدِرْهَمٍ، وَانْقَضَى تِشْرِينُ الْأَوَّلُ وَتِشْرِينُ الثَّانِي، وَالْكَانُونَانِ، وَشُبَاطُ، وَلَمْ يَجِئْ مَطَرٌ غَيْرُ الْمَطَرَةِ الَّتِي عِنْدَ الِاسْتِسْقَاءِ، ثُمَّ جَاءَ الْمَطَرُ فِي آذَارَ وَنِيسَانَ.

وَفِيهَا فِي شَوَّالٍ، اسْتَوْزَرَ الْمُتَّقِي لِلَّهِ أَبَا إِسْحَاقَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْإِسْكَافِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْقَرَارِيطِيَّ، بَعْدَ عَوْدِ بَنِي الْبَرِيدِيِّ مِنْ بَغْدَاذَ، وَجَعَلَ بَدْرًا الْخَرْشِيَّ حَاجِبَهُ، فَبَقِيَ وَزِيرًا إِلَى الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ كُورَتِكِينُ، وَكَانَتْ وَزَارَتُهُ ثَلَاثَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَاسْتَوْزَرَ بَعْدَهُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الْكَرْخِيَّ، فَبَقِيَ وَزِيرًا إِلَى الثَّامِنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>