ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ أَبِي عَلِيٍّ عَلَى الرَّيِّ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ نَيْسَابُورَ إِلَى نُوحٍ، وَهُوَ بِمَرْوَ، فَاجْتَمَعَ بِهِ فَأَعَادَهُ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَأَمَرَهُ بِقَصْدِ الرَّيِّ، وَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ كَثِيرٍ، فَعَادَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَسَارَ مِنْهَا إِلَى الرَّيِّ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَبِهَا رُكْنُ الدَّوْلَةِ، فَلَمَّا عَلِمَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ بِكَثْرَةِ جُمُوعِهِ، سَارَ عَنِ الرَّيِّ وَاسْتَوْلَى أَبُو عَلِيٍّ عَلَيْهَا وَعَلَى سَائِرِ أَعْمَالِ الْجِبَالِ، وَأَنْفَذَ نُوَّابَهُ إِلَى الْأَعْمَالِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.
ثُمَّ إِنَّ الْأَمِيرَ نُوحًا سَارَ مِنْ مَرْوَ إِلَى نَيْسَابُورَ، فَوَصَلَ إِلَيْهَا فِي رَجَبٍ، وَأَقَامَ بِهَا خَمْسِينَ يَوْمًا، فَوَضَعَ (أَعْدَاءَ أَبِي) عَلِيٍّ جَمَاعَةً مِنَ الْغَوْغَاءِ وَالْعَامَّةِ، فَاجْتَمَعُوا وَاسْتَغَاثُوا عَلَيْهِ، وَشَكُوا سُوءَ سِيرَتِهِ وَسِيرَةِ نُوَّابِهِ، فَاسْتَعْمَلَ الْأَمِيرُ نُوحٌ عَلَى نَيْسَابُورَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سِيمَجُورَ وَعَادَ عَنْهَا (إِلَى بُخَارَى فِي رَمَضَانَ، وَكَانَ مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ أَنْ يَقْطَعُوا طَمَعَ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ خُرَاسَانَ) لِيُقِيمَ بِالرَّيِّ وَبِلَادِ الْجَبَلِ، فَاسْتَوْحَشَ أَبُو عَلِيٍّ لِذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُحْسِنُ إِلَيْهِ بِسَبَبِ فَتْحِ الرَّيِّ وَتِلْكَ الْأَعْمَالِ، فَلَمَّا عُزِلَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَوَجَّهَ أَخَاهُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْفَضْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى كُوَرِ الْجِبَالِ، وَوَلَّاهُ هَمَذَانَ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً عَلَى مَنْ مَعَهُ مِنَ الْعَسَاكِرِ، فَقَصَدَ الْفَضْلُ نَهَاوَنْدَ وَالدِّينَوَرَ وَغَيْرَهُمَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْأَكْرَادِ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَأَنْفَذُوا رَهَائِنَهُمْ.
ذِكْرُ وَصُولِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ إِلَى وَاسِطَ وَعَوْدِهِ عَنْهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ آخِرَ رَجَبٍ، وَصَلَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ بُوَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ وَاسِطَ، فَسَمِعَ تُوزُونَ بِهِ، فَسَارَ هُوَ وَالْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى وَاسِطَ، فَلَمَّا سَمِعَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بِمَسِيرِهِمْ إِلَيْهِ، فَارَقَهَا سَادِسَ رَمَضَانَ، وَوَصَلَ الْخَلِيفَةُ وَتُوزُونُ إِلَى وَاسِطَ، فَأَرْسَلَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَرِيدِيُّ يَضْمَنُ الْبَصْرَةَ، فَأَجَابَهُ تُوزُونُ إِلَى ذَلِكَ وَضَمِنَهُ، وَسَلَّمَهَا إِلَيْهِ، وَعَادَ الْخَلِيفَةُ وَتُوزُونُ إِلَى بَغْدَاذَ، فَدَخَلَاهَا ثَامِنَ شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ.
ذِكْرُ مِلْكِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ مَدِينَةَ حَلَبَ وَحِمْصَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ (عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْهَيْجَاءِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ) إِلَى حَلَبَ، فَمَلَكَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَكَانَ مَعَ الْمُتَّقِي لِلَّهِ بِالرَّقَّةِ، فَلَمَّا عَادَ الْمُتَّقِي إِلَى بَغْدَاذَ وَانْصَرَفَ الْإِخْشِيدُ إِلَى الشَّامِ، بَقِيَ يَأْنَسُ الْمُؤْنِسِيُّ بِحَلَبَ، فَقَصَدَهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ، (فَلَمَّا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute