للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَوَصَلَ ابْنُ الْأَهْوَازِيِّ إِلَى أَنْطَاكِيَّةَ، فَأَظْهَرَ إِنْسَانًا مِنَ الدَّيْلَمِ اسْمُهُ دَزْبَرُ، وَسَمَّاهُ الْأَمِيرُ، وَتَقْوَّى بِإِنْسَانٍ عَلَوِيٍّ لِيُقِيمَ لَهُ الدَّعْوَةَ، وَتَسَمَّى هُوَ بِالْأُسْتَاذِ، فَظَلَمَ النَّاسَ، وَجَمَعَ الْأَمْوَالَ، وَقَصَدَ قَرْغُوَيْهِ إِلَى أَنْطَاكِيَّةَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ، فَكَانَتْ عَلَى ابْنِ الْأَهْوَازِيِّ أَوَّلًا، ثُمَّ عَادَتْ عَلَى قَرْغُوَيْهِ، فَانْهَزَمَ وَعَادَ إِلَى حَلَبَ.

ثُمَّ إِنَّ سَيْفَ الدَّوْلَةِ عَادَ عَنْ مَيَّافَارِقِينَ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْغُزَاةِ إِلَى حَلَبَ، فَأَقَامَ بِهَا لَيْلَةً، وَخَرَجَ مِنَ الْغَدِ، فَوَاقَعَ دَزْبَرَ وَابْنَ الْأَهْوَازِيِّ، فَقَاتَلَ مَنْ بِهَا فَانْهَزَمُوا، وَأَسَرَ دَزْبَرَ وَابْنَ الْأَهْوَازِيِّ، فَقَتَلَ دَزْبَرَ، وَسَجَنَ ابْنَ الْأَهْوَازِيِّ مُدَّةً ثُمَّ قَتَلَهُ.

ذِكْرُ عِصْيَانِ أَهْلِ سِجِسْتَانَ

وَفِي السَّنَةِ عَصَى أَهْلُ سِجِسْتَانَ عَلَى أَمِيرِهِمْ خَلَفِ بْنِ أَحْمَدَ، وَكَانَ خَلَفُ هَذَا هُوَ صَاحِبُ سِجِسْتَانَ حِينَئِذٍ، وَكَانَ عَالِمًا مُحِبًا لِأَهْلِ الْعِلْمِ، فَاتُّفِقَ أَنَّهُ حَجَّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ثَلَاثِمِائَةٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَعْمَالِهِ إِنْسَانًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُسَمَّى طَاهِرَ بْنَ الْحُسَيْنِ، فَطَمِعَ فِي الْمُلْكِ، وَعَصَى عَلَى خَلَفٍ لَمَّا عَادَ مِنَ الْحَجِّ، فَسَارَ خَلَفٌ إِلَى بُخَارَى، وَاسْتَنْصَرَ بِالْأَمِيرِ مَنْصُورِ بْنِ نُوحٍ، وَسَأَلَهُ مَعُونَتَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى مُلْكِهِ، فَأَنْجَدَهُ وَجَهَّزَ مَعَهُ الْعَسَاكِرَ، فَسَارَ بِهِمْ نَحْوَ سِجِسْتَانَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِمْ طَاهِرٌ، فَارَقَ مَدِينَةَ خَلَفٍ وَتَوَجَّهَ نَحْوَ اسْفِرَارَ، وَعَادَ خَلَفٌ إِلَى قَرَارِهِ وَمُلْكِهِ وَفَرَّقَ الْعَسَاكِرَ.

فَلَمَّا عَلِمَ طَاهِرٌ بِذَلِكَ، عَادَ إِلَيْهِ، وَغَلَبَ عَلَى سِجِسْتَانَ، وَفَارَقَهَا خَلَفٌ، وَعَادَ إِلَى حَضْرَةِ الْأَمِيرِ مَنْصُورٍ أَيْضًا بِبُخَارَى، فَأَكْرَمَهُ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَأَنْجَدَهُ بِالْعَسَاكِرِ الْكَثِيرَةِ، وَرَدَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>