وَالشُّبَّانَ، فَأَمَّا الْكُهُولُ، وَالشُّيُوخُ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَتَلَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَهُ.
وَكَانَ بِحَلَبَ قَرْغَوَيْهِ، غُلَامُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبَا الْمَعَالِي بْنَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ مِنْهَا، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ، فَصَانَعَ الرُّومَ عَلَيْهَا، فَعَادُوا إِلَى بِلَادِهِمْ، فَقِيلَ: كَانَ سَبَبُ عَوْدِهِمْ كَثْرَةَ الْأَمْرَاضِ، وَالْمَوْتِ، وَقِيلَ: ضَجِرُوا مِنْ طُولِ السَّفَرِ وَالْغَيْبَةِ عَنْ بِلَادِهِمْ، فَعَادُوا عَلَى عَزْمِ الْعَوْدِ.
وَسَيَّرَ مَلِكُ الرُّومِ سَرِيَّةً كَثِيرَةً إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَبَلَغُوا كَفْرَ تُوثَا، وَنَهَبُوا وَسَبَوْا وَأَحْرَقُوا وَعَادُوا، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَبِي تَغْلِبَ بْنِ حَمْدَانَ فِي ذَلِكَ نَكِيرٌ وَلَا أَثَرٌ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ قَرْغَوَيْهِ عَلَى حَلَبَ وَإِخْرَاجِ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ حَمْدَانَ مِنْهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَيْضًا اسْتَوْلَى قَرْغَوَيْهِ غُلَامُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ (عَلَى حَلَبَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا أَبَا الْمَعَالِي شَرِيفَ بْنَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ) ، فَسَارَ أَبُو الْمَعَالِي إِلَى حَرَّانَ، فَمَنَعَهُ أَهْلُهَا مِنَ الدُّخُولِ إِلَيْهِمْ، فَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَأْذَنُوا لِأَصْحَابِهِ أَنْ يَدْخُلُوا فَيَتَزَوَّدَا مِنْهَا يَوْمَيْنِ فَأَذِنُوا لَهُمْ، وَدَخَلَ إِلَى وَالِدَتِهِ بِمَيَّافَارِقِينَ، وَهِيَ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ حَمْدَانَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ وَمَضَوْا إِلَى أَبِي تَغْلِبَ بْنِ حَمْدَانَ.
فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى وَالِدَتِهِ بَلَغَهَا أَنَّ غِلْمَانَهُ وَكُتَّابَهُ قَدْ عَمِلُوا عَلَى الْقَبْضِ عَلَيْهَا وَحَبْسِهَا، كَمَا فَعَلَ أَبُو تَغْلِبَ بِأَبِيهِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ، فَأَغْلَقَتْ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ وَمَنَعَتِ ابْنَهَا مِنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute