للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَمَّا رُكْنُ الدَّوْلَةِ عَمُّهُ فَإِنَّهُ جَهَّزَ عَسْكَرًا مَعَ وَزِيرِهِ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْعَمِيدِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِهِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ يَأْمُرُ بِالْمَسِيرِ إِلَى عَمِّهِ وَالِاجْتِمَاعِ مَعَ ابْنِ الْعَمِيدِ.

وَأَمَّا عَضُدُ الدَّوْلَةِ فَإِنَّهُ وَعَدَ بِالْمَسِيرِ، وَانْتَظَرَ بِبَخْتِيَارَ الدَّوَائِرَ طَمَعًا فِي مُلْكِ الْعِرَاقِ.

وَأَمَّا عِمْرَانُ بْنُ شَاهِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: أَمَّا إِسْقَاطُ الْمَالِ فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ، وَقَدْ قَبِلْتُهُ، وَأَمَّا الْوَصْلَةُ فَإِنَّنِي لَا أَتَزَوَّجُ أَحَدًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الذِّكْرُ مِنْ عِنْدِي، وَقَدْ خَطَبَ إِلَيَّ الْعَلَوِيُّونَ، وَهُمْ مَوَالِينَا، فَمَا أَجَبْتُهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَأَمَّا الْخِلَعُ وَالْفَرسُ فَإِنَّنِي لَسْتُ مِمَّنْ يَلْبَسُ مَلْبُوسَكُمْ، وَقَدْ (قَبِلَهَا ابْنِي) ، وَأَمَّا إِنْقَاذُ عَسْكَرٍ فَإِنَّ رِجَالِي لَا يَسْكُنُونَ إِلَيْكُمْ لِكَثْرَةِ مَا قَتَلُوا مِنْكُمْ.

ثُمَّ ذَكَرَ مَا عَامَلَهُ بِهِ هُوَ وَأَبُوهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَقَالَ: وَمَعَ هَذَا فَلَا بُدَّ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ بَيْتِي مُسْتَجِيرًا بِي، وَاللَّهِ وَلَأُعَامِلَنَّهُ بِضِدِّ مَا عَامَلَنِي بِهِ هُوَ وَأَبُوهُ، فَكَانَ كَذَلِكَ.

وَأَمَّا أَبُو تَغْلِبَ بْنُ حَمْدَانَ فَإِنَّهُ أَجَابَ إِلَى الْمُسَارَعَةِ، وَأَنْفَذَ أَخَاهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ إِلَى تَكْرِيتَ فِي عَسْكَرٍ، وَانْتَظَرَ انْحِدَارَ الْأَتْرَاكِ عَنْ بَغْدَاذَ، فَإِنْ ظَفِرُوا بِبَخْتِيَارَ دَخَلَ بَغْدَاذَ مَالِكًا لَهَا، فَلَمَّا انْحَدَرَ الْأَتْرَاكُ عَنْ بَغْدَاذَ سَارَ أَبُو تَغْلِبَ إِلَيْهَا لِيُوجِبَ عَلَى بَخْتِيَارَ الْحُجَّةَ فِي إِسْقَاطِ الْمَالِ الَّذِي عَلَيْهِ، وَوَصَلَ إِلَى بَغْدَاذَ وَالنَّاسُ فِي بَلَاءٍ عَظِيمٍ مَعَ الْعَيَّارِينَ، فَحَمَى الْبَلَدَ، وَكَفَّ أَهْلَ الْفَسَادِ.

وَأَمَّا الْأَتْرَاكُ فَإِنَّهُمُ انْحَدَرُوا مَعَ سُبُكْتِكِينَ إِلَى وَاسِطَ، وَأَخَذُوا مَعَهُمُ الْخَلِيفَةَ الطَّائِعَ لِلَّهِ، وَالْمُطِيعَ أَيْضًا وَهُوَ مَخْلُوعٌ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى دَيْرِ الْعَاقُولِ تُوُفِّيَ بِهَا الْمُطِيعُ لِلَّهِ، وَمَرِضَ سُبُكْتِكِينُ فَمَاتَ بِهَا أَيْضًا، فَحُمِلَا إِلَى بَغْدَاذَ، وَقَدَّمَ الْأَتْرَاكُ عَلَيْهِمُ الْفَتْكِينَ، وَهُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>