يَصْدُرُونَ، وَبَيْنَ يَدَيْهَا، فِي مُبَاشَرَةِ الْأَعْمَالِ، أَبُو طَاهِرٍ صَاحِبُ فَخْرِ الدَّوْلَةِ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الضَّبِّيُّ الْكَافِي.
ذِكْرُ وَفَاةِ مَأْمُونِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَوِلَايَةِ ابْنِهِ عَلِيٍّ
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مَأْمُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ، صَاحِبُ خُوَارَزْمَ وَالْجُرْجَانِيَّةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ عَلَى وَلَدِهِ عَلِيٍّ وَبَايَعُوهُ، وَاسْتَقَرَّ لَهُ مَا كَانَ لِأَبِيهِ، وَرَاسَلَ يَمِينُ الدَّوْلَةِ مَحْمُودَ بْنَ سُبُكْتِكِينَ، وَخَطَبَ إِلَيْهِ أُخْتَهُ، فَزَوَّجَهُ، وَاتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمَا وَصَارَا يَدًا وَاحِدَةً إِلَى أَنْ مَاتَ عَلِيٌّ وَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مَأْمُونُ بْنُ مَأْمُونٍ، وَاسْتَقَرَّ فِي الْمُلْكِ، فَأَرْسَلَ إِلَى يَمِينِ الدَّوْلَةِ يَخْطُبُ أُخْتَهُ أَيْضًا، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، وَزَوَّجَهُ، فَدَامَا أَيْضًا عَلَى الِاتِّفَاقِ وَالِاتِّحَادِ مُدَّةً.
وَسَيَرِدُ مِنْ أَخْبَارِهِ مَعَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا تَقِفُ عَلَيْهِ.
ذِكْرُ وَفَاةِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَسَنِ وَمَا كَانَ بَعْدَهُ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَسَنِ نَائِبُ صَمْصَامِ الدَّوْلَةِ بِخُوزِسْتَانَ، وَكَانَ مَوْتُهُ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، وَكَانَ شَهْمًا، شُجَاعًا، حَسَنَ التَّدْبِيرِ، فَأَنْفَذَ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ أَبَا عَلِيِّ بْنَ أُسْتَاذِ هُرْمُزَ، وَمَعَهُ الْمَالُ، فَفَرَّقَهُ فِي الدَّيْلَمِ، وَسَارَ إِلَى جُنْدِيسَابُورَ فَدَفَعَ أَصْحَابُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ عَنْهَا، وَجَرَتْ لَهُ مَعَهُمْ وَقَائِعُ كَثِيرَةٌ كَانَ الظَّفَرُ فِيهَا لَهُ، وَأَزَاحَ الْأَتْرَاكَ عَنْ خُوزِسْتَانَ، وَعَادُوا إِلَى وَاسِطَ، وَخَلَتْ لِأَبِي عَلِيٍّ الْبِلَادُ، وَرَتَّبَ الْعُمَّالَ، وَجَبَى الْأَمْوَالَ، وَكَاتَبَ أَتْرَاكَ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ وَاسْتَمَالَهُمْ، فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ، وَاسْتَمَرَّ حَالُ أَبِي عَلِيٍّ فِي أَعْمَالِ خُوزِسْتَانَ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ مُكْرَمٍ وَالْأَتْرَاكَ عَادُوا مِنْ وَاسِطَ، وَاسْتَعَدَّ أَبُو عَلِيٍّ لِلْحَرْبِ، وَجَرَى بَيْنَهُمْ وَقَائِعُ. وَلَمْ يَكُنْ لِلْأَتْرَاكِ قُوَّةٌ عَلَى الدَّيْلَمِ، فَعَزَمُوا عَلَى الْعَوْدِ إِلَى وَاسِطَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute