للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْهَا عَفْوُكَ، وَالدِّمَاءُ حَرَامٌ مَا لَمْ يُحَلِّلْهَا سُخْطُكَ، وَقَدْ أَحْسَنْتَ وَأَسَأْتُ وَمَا ظَلَمْتُ إِلَّا نَفْسِي، وَسُوءُ عَمَلِي أَوْبَقَنِي، وَأَقُولُ:

فَرَرْتُ فَلَمْ يُغْنِ الْفِرَارُ، وَمَنْ يَكُنْ ... مَعَ اللَّهِ لَمْ يُعْجِزْهُ فِي الْأَرْضِ هَارِبُ

وَوَاللَّهِ مَا كَانَ الْفِرَارُ لِحَاجَةٍ

،

سِوَى فَزَعِ الْمَوْتِ الَّذِي أَنَا شَارِبُ ... وَقَدْ قَادَنِي جُرْمِي إِلَيْكَ بِرُمَّتِي

،

كَمَا خَرَّ مَيِّتٌ فِي رَحَا الْمَوْتِ سَارِبُ

وَأَجْمَعَ كُلُّ النَّاسِ أَنَّكَ قَاتِلِي

،

فَيَا رُبَّ ظَنٍّ رَبُّهُ فِيكَ كَاذِبُ ... وَمَا هُوَ إِلَّا الِانْتِقَامُ، وَيَنْتَهِي

،

وَأَخْذُكَ مِنْهُ وَاجِبًا لَكَ وَاجِبُ

وَلَمَّا طِيفَ بِهِ أُلْبِسَ طُرْطُورًا، وَجُعِلَ خَلْفَهُ قِرْدٌ يَصْفَعُهُ، كَانَ مُعَلَّمًا بِذَلِكَ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى ظَاهِرِ الْقَاهِرَةِ لِيُقْتَلَ وَيُصْلَبَ، فَتُوُفِّيَ قَبْلَ وُصُولِهِ، فَقُطِعَ رَأْسُهُ وَصُلِبَ، وَبَالَغَ الْحَاكِمُ فِي إِكْرَامِ الْفَضْلِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ عَادَهُ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا دَفْعَتَيْنِ، فَاسْتَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ عَمِلَ فِي قَتْلِ الْفَضْلِ لَمَّا عُوفِيَ فَقَتَلَهُ.

ذِكْرُ الْقَبْضِ عَلَى مَجْدِ الدَّوْلَةِ وَعَوْدِهِ إِلَى مُلْكِهِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَبَضَتْ وَالِدَةُ مَجْدِ الدَّوْلَةِ بْنِ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ، صَاحِبِ الرَّيِّ وَبَلَدِ الْجَبَلِ عَلَيْهِ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْحُكْمَ كَانَ إِلَيْهَا فِي جَمِيعِ أَعْمَالِ ابْنِهَا، فَلَمَّا وَزَرَ لَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>