للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّوْلَةِ بِمَرَضٍ حَادٍّ، وَعُمْرُهُ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً وَثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَمُلْكُهُ خَمْسَ سِنِينَ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، وَكَانَ كَثِيرَ الْخَيْرِ، قَلِيلَ الشَّرِّ، عَادِلًا، حَسَنَ السِّيرَةِ، وَكَانَتْ وَالِدَتُهُ فِي الْحَيَاةِ، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] .

وَلَمَّا تُوُفِّيَ مُشَرِّفُ الدَّوْلَةِ خُطِبَ بِبَغْدَاذَ، بَعْدَ مَوْتِهِ، لِأَخِيهِ أَبِي ظَاهِرٍ جَلَالِ الدَّوْلَةِ، وَهُوَ بِالْبَصْرَةِ، وَطُلِبَ إِلَى بَغْدَاذَ، فَلَمْ يَصْعَدْ إِلَيْهَا، وَإِنَّمَا بَلَغَ إِلَى وَاسِطٍ، وَأَقَامَ بِهَا، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقُطِعَتْ خُطْبَتُهُ، وَخُطِبَ لِابْنِ أَخِيهِ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ بْنِ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ بْنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ فِي شَوَّالٍ، وَهُوَ حِينَئِذٍ صَاحِبُ خُوزِسْتَانَ، وَالْحَرْبُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمِّهِ أَبِي الْفَوَارِسِ، صَاحِبِ كِرْمَانَ، بِفَارِسَ، فَلَمَّا سَمِعَ جَلَالُ الدَّوْلَةِ بِذَلِكَ أَصْعَدَ إِلَى بَغْدَاذَ، فَانْحَدَرَ عَسْكَرُهَا لِيَرُدُّوهُ عَنْهَا، فَلَقُوهُ بِالسَّيِّبِ مِنْ أَعْمَالِ النَّهْرَوَانِ، فَرَدُّوهُ فَلَمْ يَرْجِعْ، فَرَمَوْهُ بِالنِّشَابِ، وَنَهَبُوا بَعْضَ خَزَائِنِهِ، فَعَادَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَأَرْسَلُوا إِلَى الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ لِيَصْعَدَ إِلَى بَغْدَاذَ لِيُمَلِّكُوهُ فَوَعَدَهُمُ الْإِصْعَادَ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ لِأَجْلِ صَاحِبِ كِرْمَانَ وَلَمَّا أُصْعِدَ جَلَالُ الدَّوْلَةِ كَانَ وَزِيرُهُ أَبَا سَعْدِ بْنِ مَاكُولَا.

ذِكْرُ مُلْكِ نَصْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ مَرْوَانَ مَدِينَةَ الرُّهَا

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَ نَصْرُ الدَّوْلَةِ بْنُ مَرْوَانَ، صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ، مَدِينَةَ الرُّهَا.

وَكَانَ سَبَبُ مُلْكِهَا أَنَّ الرُّهَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ يُسَمَّى عُطَيْرًا، وَفِيهِ شَرٌّ وَجَهْلٌ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا نَائِبًا لَهُ اسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَعَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ، فَمَالُوا إِلَيْهِ.

وَكَانَ عُطَيْرٌ يُقِيمُ بِحُلَّتِهِ، وَيَدْخُلُ الْبَلَدَ فِي الْأَوْقَاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ، فَرَأَى أَنَّ نَائِبَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>