للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ سَبَبُهَا أَنَّ نَصْرَ الدَّوْلَةِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ قَدْ بَلَغَهُ عَنِ الدِّزْبَرِيِّ نَائِبِ الْعَلَوِيِّينَ بِالشَّامِ أَنَّهُ يَتَهَدَّدُهُ وَيُرِيدُ قَصْدَ بِلَادِهِ، فَرَاسَلَ قِرْوَاشًا، صَاحِبَ الْمَوْصِلِ، وَطَلَبَ مِنْهُ عَسْكَرًا (وَرَاسَلَ شَبِيبًا النُّمَيْرِيَّ يَدْعُوهُ) إِلَى الْمُوَافَقَةِ، وَيُحَذِّرُهُ مِنَ الْمَغَارِبَةِ، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، وَقَطَعَ الْخُطْبَةَ الْعَلَوِيَّةَ، وَأَقَامَ الْخُطْبَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الدِّزْبَرِيُّ يَتَهَدَّدُهُ، ثُمَّ أَعَادَ الْخُطْبَةَ الْعَلَوِيَّةَ بِحَرَّانَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

[الْوَفَيَاتُ]

فِيهَا تُوُفِّيَ مُؤَيِّدُ الْمُلْكِ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الرُّخَّجِيُّ، وَكَانَ وَزِيرًا لِمُلُوكِ بَنِي بُوَيْهِ ثُمَّ تَرَكَ الْوَزَارَةَ، وَكَانَ فِي عُطْلَتِهِ يَتَقَدَّمُ عَلَى الْوُزَرَاءِ.

وَفِيهَا أَيْضًا تُوُفِّيَ أَبُو الْفُتُوحِ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ أَمِيرُ مَكَّةَ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْوَزِيرُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَاكُولَا مَحْبُوسًا بِهِيتَ، (وَكَانَ مُقَامُهُ فِي الْحَبْسِ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ) وَكَانَ وَزِيرَ جَلَالِ الدَّوْلَةِ، وَهُوَ وَالِدُ الْأَمِيرِ أَبِي نَصْرٍ، مُصَنِّفِ كِتَابِ " الْإِكْمَالِ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ " وَكَانَ جَلَالُ الدَّوْلَةِ سَلَّمَهُ إِلَى قِرْوَاشٍ فَحَبَسَهُ بِهِيت َ.

وَفِيهَا سَقَطَ الثَّلْجُ بِبَغْدَاذَ لَسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَارْتَفَعَ عَلَى الْأَرْضِ شِبْرًا وَرَمَاهُ النَّاسُ عَنْ (السُّطُوحِ إِلَى الشَّوَارِعِ) وَجَمَدَ الْمَاءُ سِتَّةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ، وَكَانَ أَوَّلُ ذَلِكَ الثَّاِثَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ كَانُونَ الثَّانِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>