فِعْلَهُ، وَأَنْكَرَهُ وَامْتَعَضَ مِنْهُ، وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْجَوَابِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنَةِ مَسْعُودِ بْنِ مَحْمُودٍ زَوْجَةِ طُغْرُلَ وَوُجُوهِ الْقُوَّادِ، يُنْكِرُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَيُوَبِّخُهُمْ عَلَى إِغْضَائِهِمْ وَصَبْرِهِمْ عَلَى مَا فَعَلَهُ طُغْرُلُ مِنْ قَتْلِ مَلِكِهِمْ وَابْنِ مَلِكِهِمْ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الْأَخْذِ بِثَأْرِه ِ. فَلَمَّا وَفُوا عَلَى كُتُبِهِ عَرَفُوا غَلْطَتَهُمْ، وَدَخَلَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ عَلَى طُغْرُلَ، وَوَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَضَرَبَهُ أَحَدُهُمْ بِسَيْفِهِ وَتَبِعَهُ الْبَاقُونَ، فَقَتَلَه ُ.
وَوَرَدَ خِرْخِيزُ الْحَاجِبُ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَأَظْهَرَ الْحُزْنَ عَلَى عَبْدِ الرَّشِيدِ، وَذَمَّ طُغْرُلَ وَمَنْ تَابَعَهُ عَلَى فِعْلِهِ، وَجَمَعَ وَجُوهَ الْقُوَّادِ وَأَعْيَانَ أَهْلِ الْبَلَدِ وَقَالَ لَهُم ْ: قَدْ عَرَفْتُمْ مَا جَى مِمَّا خُولِفَتْ بِهِ الدِّيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ، وَأَنَا تَابِعٌ، وَلَا بُدَّ لِلْأَمْرِ مِنْ سَائِسٍ، فَاذْكُرُوا مَا عِنْدَكُمْ مِنْ ذَلِك َ. فَأَشَارُوا بِوِلَايَةِ فَرَّخْ زَادَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَحْمُودٍ وَكَانَ مَحْبُوسًا فِي بَعْضِ الْقلَاعِ، فَأُحْضِرَ وَأُجْلِسَ بِدَارِ الْإِمَارَةِ، وَأَقَامَ خِرْخِيزُ بَيْنَ يَدَيْهِ يُدَبِّرُ الْأُمُورَ، وَأَخَذَ مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عَبْدِ الرَّشِيدِ فَقَتَلَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَخُو طُغْرُلْبَك صَاحِبُ خُرَاسَانَ بِقَتْلِ عَبْدِ الرَّشِيدِ جَمَعَ عَسَاكِرَهُ وَسَارَ إِلَى غَزْنَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ خِرْخِيزُ وَمَنَعَهُ وَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ دَاوُدُ وَغَنِمَ مَا كَانَ مَعَه ُ.
وَلَمَّا اسْتَقَرَّ مُلْكُ فَرَّخْ زَادَ، وَثَبَتَ قَدَمُهُ - جَهَّزَ جَيْشًا جَرَّارًا إِلَى خُرَاسَانَ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ الْأَمِيرُ كُلْسَارُغُ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْأُمَرَاءِ، فَقَاتَلَهُمْ وَصَبَرَ لَهُمْ، فَظَفِرُوا بِهِ، وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ، وَأُخِذَ أَسِيرًا، وَأُسِرَ مَعَهُ كَثِيرٌ مِنْ عَسْكَرِ خُرَاسَانَ وَوُجُوهِهِمْ وَأُمَرَائِهِم ْ.
فَجَمَعَ أَلْبُ أَرْسِلَانَ عَسْكَرًا كَثِيرًا، وَسَيَّرَ وَالِدَهُ دَاوُدَ فِي ذَلِكَ الْعَسْكَرِ إِلَى الْجَيْشِ الَّذِي أَسَرَ كُلْسَارُغَ، فَقَاتَلَهُمْ وَهَزَمَهُمْ، وَأَسَرَ جَمَاعَةً مِنْ أَعْيَانِ الْعَسْكَرِ، فَأَطْلَقَ فَرَّخْ زَادَ الْأَسْرَى، وَخَلَعَ عَلَى كُلْسَارُغَ وَأَطْلَقَه ُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute