للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَمِيرَ عَلِيًّا ابْنَ أَخِيهِ شَرَفِ الدَّوْلَةِ قَدْ مَلَكَهَا، وَمَعَهُ أُمُّهُ صَفِيَّةُ، عَمَّةُ مَلِكْشَاهْ، فَأَقَامَ مَكَانَهُ، وَرَاسَلَ صَفِيَّةَ خَاتُونَ، وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ، فَسَلَّمَتِ الْبَلَدَ إِلَيْهِ، فَأَقَامَ بِهِ.

فَلَمَّا مَلَكَ تُتُشْ نَصِيبِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَخْطُبَ لَهُ بِالسَّلْطَنَةِ، وَيُعْطِيَهِ طَرِيقًا إِلَى بَغْدَاذَ لِيَنْحَدِرَ، وَيَطْلُبَ الْخُطْبَةَ بِالسَّلْطَنَةِ، فَامْتَنَعَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ ذَلِكَ، فَسَارَ تُتُشْ إِلَيْهِ، وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ أَيْضًا نَحْوَهُ، فَالْتَقَوْا بِالْمُضَيَّعِ، مِنْ أَعْمَالِ الْمَوْصِلِ، فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَكَانَ تُتُشْ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ، وَكَانَ آقْسَنْقَرُ عَلَى مَيْمَنَتِهِ، وَبُوزَانُ عَلَى مَيْسَرَتِهِ، فَحَمَلَ الْعَرَبُ عَلَى بُوزَانَ فَانْهَزَمَ، وَحَمَلَ آقْسَنْقَرُ عَلَى الْعَرَبِ فَهَزَمَهُمْ، وَتَمَّتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَالْعَرَبِ، وَأُخِذَ إِبْرَاهِيمُ أَسِيرًا، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ، فَقُتِلُوا صَبْرًا، وَنُهِبَتْ أَمْوَالُ الْعَرَبِ، وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْغَنَمِ، وَالْخَيْلِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَتَلَ كَثِيرٌ مِنَ النِّسَاءِ الْعَرَبِ أَنْفُسَهُنَّ خَوْفًا مِنَ السَّبْيِ وَالْفَضِيحَةِ.

وَمَلِكَ تُتُشْ بِلَادَهُمُ الْمَوْصِلَ، وَغَيْرَهَا، وَاسْتَنَابَ عَلِيَّ بْنَ شَرَفِ الدَّوْلَةِ مُسْلِمٍ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ عَمَّةُ تُتُشْ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَغْدَاذَ يَطْلُبُ الْخُطْبَةَ، وَسَاعَدَهُ كُوهَرَائِينُ عَلَى ذَلِكَ، فَقِيلَ لِرَسُولِهِ: إِنَّا نَنْتَظِرُ وُصُولَ الرُّسُلِ مِنَ الْعَسْكَرِ فَعَادَ إِلَى تُتُشْ بِالْجَوَابِ.

ذِكْرُ مُلْكِ تُتُشْ دِيَارَ بَكْرٍ وَأَذْرَبِيجَانَ وَعَوْدِهِ إِلَى الشَّامِ

فَلَمَّا فَرَغَ تَاجُ الدَّوْلَةِ تُتُشْ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ، وَمَلَكَ الْمَوْصِلَ وَغَيْرَهَا مِنْ بِلَادِهِمْ، سَارَ إِلَى دِيَارِ بَكْرٍ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، فَمَلَكَ مِيَافَارِقِينَ وَسَائِرَ دِيَارِ بَكْرَ مِنِ ابْنِ مَرَوَانَ، وَسَارَ مِنْهَا إِلَى أَذْرَبِيجَانَ. فَانْتَهَى خَبَرُهُ إِلَى ابْنِ أَخِيهِ رُكْنِ الدِّينِ بَرْكِيَارُقَ، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْبِلَادِ، مِنْهَا: الرَّيُّ، وَهَمَذَانُ، وَمَا بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا تَحَقَّقَ الْحَالُ سَارَ فِي عَسَاكِرِهِ لِيَمْنَعَ عَمَّهُ عَنِ الْبِلَادِ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْعَسْكَرَانِ قَالَ قَسِيمُ الدَّوْلَةِ آقْسَنْقَرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>