للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَرَبَتْ بِهَا أَيْدِي الْخُطُوبِ وَإِنَّمَا

ضَرَبَتْ رِقَابَ الْآمِلِينَ بِهَا الْمُنَى ... يَا آمِلِي الْعَادَاتِ مِنْ نَفَحَاتِنَا

كُفُّوا فَإِنَّ الدَّهْرَ كَفَّ أَكُفَّنَا

وَلَهُ مِنْ قَصِيدَةٍ يَصِفُ الْقَيْدَ فِي رِجْلِهِ:

تَعَطَّفَ فِي سَاقِي تَعَطُّفَ أَرْقَمٍ ... يُسَاوِرُهَا عَضًّا بِأَنْيَابِ ضَيْغَمِ

وَإِنِّي مَنْ كَانَ الرِّجَالُ بِسَيْبِهِ ... وَمِنْ سَيْفِهِ فِي جَنَّةِ وَجَهَنَّمِ

وَقَالَ فِي يَوْمِ عِيدٍ:

فِيمَا مَضَى كُنْتُ بِالْأَعْيَادِ مَسْرُورًا ... فَسَاءَكَ الْعِيدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُورَا

قَدْ كَانَ دَهْرُكَ إِنْ تَأْمُرْهُ مُمْتَثِلًا ... فَرَدَّكَ الدَّهْرُ مَنْهِيًّا وَمَأْمُورَا

مَنْ بَاتَ بَعْدَكَ فِي مُلْكٍ يُسَرُّ بِهِ ... فَإِنَّمَا بَاتَ بِالْأَحْلَامِ مَسْرُورَا

وَكَانَ شَاعِرُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ اللُّبَانَةِ يَأْتِيهِ وَهُوَ مَسْجُونٌ، فَيَمْدَحُهُ لَا لِجَدْوًى يَنَالُهَا مِنْهُ، بَلْ رِعَايَةً لِحَقِّهِ وَإِحْسَانِهِ الْقَدِيمِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَتَاهُ، فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، يَوْمَ عِيدٍ، وَالنَّاسُ عِنْدَ قُبُورِ أَهْلِيهِمْ، وَأَنْشَدَ بِصَوْتٍ عَالٍ:

مَلِكَ الْمُلُوكِ أَسَامِعٌ فَأُنَادِي ... أَمْ قَدْ عَدَاكَ عَنِ الْجَوَابِ عَوَادِي

لَمَّا خَلَتْ مِنْكَ الْقُصُورُ وَلَمْ تَكُنْ ... فِيهَا كَمَا قَدْ كُنْتَ فِي الْأَعْيَادِ

فَمَثُلْتُ فِي هَذَا الثَّرَى لَكَ خَاضِعًا ... وَتَخِذْتُ قَبْرَكَ مَوْضِعَ الْإِنْشَادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>