غَيْرِ بُلُوغِ أَرَبٍ، وَلَا قَضَاءِ حَاجَةٍ.
وَاخْتَلَفَ السَّلَاطِينُ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ، فَتَمَكَّنَ الْفِرِنْجُ مِنِ الْبِلَادِ، فَقَالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ الْآبِيوَرْدِيُّ، فِي هَذَا الْمَعْنَى، أَبْيَاتًا مِنْهَا:
مَزَجْنَا دِمَاءً بِالدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ
،
فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا عُرْضَةٌ لِلْمَرَاحِمِ ... وَشَرُّ سِلَاحِ الْمَرْءِ دَمْعٌ يُفِيضُهُ
إِذَا الْحَرْبُ شَبَّتْ نَارُهَا بِالصَّوَارِمِ ... فَإِيهًا، بَنِي الْإِسْلَامِ، إِنَّ وَرَاءَكُمْ
وَقَائِعَ يُلْحِقْنَ الذُّرَى بِالْمَنَاسِمِ ... أَتَهْوِيمَةٌ فِي ظِلِّ أَمْنٍ وَغِبْطَةٍ
،
وَعَيْشٍ كَنُوَّارِ الْخَمِيلَةِ نَاعِمِ
وَكَيْفَ تَنَامُ الْعَيْنُ مِلْءَ جُفُونِهَا
،
عَلَى هَفَوَاتٍ أَيْقَظَتْ كُلَّ نَائِمِ ... وَإِخْوَانُكُمْ بِالشَّامِ يُضْحِي مَقِيلُهُمْ
ظُهُورَ الْمَذَاكِي، أَوْ بُطُونَ الْقَشَاعِمِ ... تَسُومُهُمُ الرُّومُ الْهَوَانَ، وَأَنْتُمُ
تَجُرُّونَ ذَيْلَ الْخَفْضِ فِعْلَ الْمُسَالِمِ ... وَكَمْ مِنْ دِمَاءٍ قَدْ أُبِيحَتْ، وَمِنْ دُمًى
تَوَارَى حَيَاءً حُسْنُهَا بِالْمَعَاصِمِ ... بِحَيْثُ السُّيُوفُ الْبِيضُ مُحْمَرَّةُ الظُّبَى
وَسُمْرُ الْعَوَالِي دَامِيَاتُ اللَّهَاذِمِ ... وَبَيْنَ اخْتِلَاسِ الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ
وَقْفَةٌ تَظَلُّ لَهَا الْوِلْدَانُ شِيبَ الْقَوَادِمِ ... وَتِلْكَ حُرُوبٌ مَنْ يَغِبْ عَنْ غِمَارِهَا
لِيَسْلَمَ، يَقْرَعْ بَعْدَهَا سَنَّ نَادِمِ ... سَلَلْنَ بِأَيْدِي الْمُشْرِكِينَ قَوَاضِبًا
،
سَتُغْمَدُ مِنْهُمْ فِي الطُّلَى وَالْجَمَاجِمِ
يَكَادُ لَهُنَّ الْمُسْتَجِنُّ بِطِيبَةٍ يُنَادِي ... بِأَعْلَى الصَّوْتِ يَا آلَ هَاشِمِ