وَمِنْهَا قَلْعَةُ وَسْنَمْكُوهُ، مَلَكُوهَا، وَهِيَ بِقُرْبِ أَبْهَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَتَأَذَّى بِهِمُ النَّاسُ، لَا سِيَّمَا أَهْلُ أَبْهَرَ، فَاسْتَغَاثُوا بِالسُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا مَنْ يُحَاصِرُهَا، فَحُوصِرَتْ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَأُخِذَتْ مِنْهُمْ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَقُتِلَ كُلُّ مَنْ بِهَا عَنْ آخِرِهِمْ.
وَمِنْهَا قَلْعَةُ خَالِنْجَانَ عَلَى خَمْسَةِ فَرَاسِخَ مِنْ أَصْبَهَانَ، كَانَتْ لِمُؤَيَّدِ الْمُلْكِ بْنِ نِظَامِ الْمُلْكِ، وَانْتَقَلَتْ إِلَى جَاوْلِي سَقَاوُوا، فَجَعَلَ بِهَا إِنْسَانًا تُرْكِيًّا، فَصَادَقَهُ نَجَّارٌ بَاطِنِيٌّ، وَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً جَمِيلَةً، وَلَزِمَهُ حَتَّى وَثِقَ بِهِ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْقَلْعَةِ، فَعَمِلَ دَعْوَةً لِلتُّرْكِيِّ وَأَصْحَابِهِ، فَسَقَاهُمُ الْخَمْرَ، فَأَسْكَرَهُمْ، وَاسْتَدْعَى ابْنَ عَطَّاشٍ، فَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمَ إِلَيْهِمُ الْقَلْعَةَ، فَقَتَلُوا مَنْ بِهَا سِوَى التُّرْكِيِّ فَإِنَّهُ هَرَبَ، وَقَوِيَ ابْنُ عَطَّاشٍ بِهَا، وَصَارَ لَهُ عَلَى أَهْلِ أَصْبَهَانَ الْقَطَائِعُ الْكَثِيرَةُ.
وَمِنْ قِلَاعِهِمُ الْمَذْكُورَةِ أُسْتُونَاوَنْدُ، وَهِيَ بَيْنَ الرَّيِّ وَآمُلَ، مَلَكُوهَا بَعْدَ مَلِكْشَاهْ، نَزَلَ مِنْهَا صَاحِبُهَا، فَقُتِلَ وَأُخِذَتْ مِنْهُ.
وَمِنْهَا أَرْدَهْنُ، وَمَلَكَهَا أَبُو الْفُتُوحِ ابْنُ أُخْتِ الْحَسَنِ الصَّبَّاحِ.
وَمِنْهَا كُرْدِكُوهُ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ.
وَمِنْهَا قَلْعَةُ النَّاظِرِ بِخُوزِسْتَانَ، وَقَلْعَةُ الطُّنْبُورِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ أَرَّجَانَ فَرْسَخَانِ أَخَذَهَا أَبُو حَمْزَةَ الْإِسْكَافُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ أَرَّجَانَ، سَافَرَ إِلَى مِصْرَ، وَعَادَ دَاعِيَةً لَهُمْ.
وَقَلْعَةُ خَلَادْخَانَ وَهِيَ بَيْنَ فَارِسٍ وَخُوزِسْتَانَ، وَأَقَامَ بِهَا الْمُفْسِدُونَ نَحْوَ مِائَتَيْ سَنَةٍ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ حَتَّى فَتَحَهَا عَضُدُ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ، وَقَتَلَ مَنْ بِهَا.
فَلَمَّا صَارَتِ الدَّوْلَةُ لِمَلِكْشَاهْ أَقْطَعَهَا الْأَمِيرَ أُنَرَ، فَجَعَلَ بِهَا دَزْدَارًا، فَأَنْفَذَ إِلَيْهِ الْبَاطِنِيَّةُ الَّذِينَ بِأَرَّجَانَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ بَيْعَهَا فَأَبَى، فَقَالُوا لَهُ: نُرْسِلُ إِلَيْكَ مَنْ يُنَاظِرُكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute