حَتَّى يَظْهَرَ لَكَ الْحَقُّ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ إِنْسَانًا دَيْلَمِيًّا يُنَاظِرُهُ، وَكَانَ لِلدَّزْدَارِ مَمْلُوكٌ قَدْ رَبَّاهُ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْقَلْعَةِ، فَاسْتَمَالَهُ الْبَاطِنِيُّ، فَأَجَابَهُ إِلَى الْقَبْضِ عَلَى صَاحِبِهِ، وَتَسْلِيمِ الْقَلْعَةِ إِلَيْهِمْ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ الْقَلْعَةَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ، وَاسْتَوْلَوْا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى عِدَّةِ قِلَاعٍ هَذِهِ أَشْهَرُهَا.
ذِكْرُ مَا فَعَلَهُ جَاوْلِي سَقَاوُوا بِالْبَاطِنِيَّةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَتَلَ جَاوْلِي سَقَاوُوا خَلْقًا كَثِيرًا مِنْهُمْ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْأَمِيرَ كَانَتْ وِلَايَتُهُ الْبِلَادَ الَّتِي بَيْنَ رَامَهُرْمُزَ وَأَرَّجَانَ. فَلَمَّا مَلَكَ الْبَاطِنِيَّةُ الْقِلَاعَ الْمَذْكُورَةَ بِخُوزِسْتَانَ وَفَارِسٍ، وَعَظُمَ شَرُّهُمْ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ، وَاقَفَ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى أَظْهَرُوا الشَّغَبَ عَلَيْهِ، وَفَارَقُوهُ، وَقَصَدُوا الْبَاطِنِيَّةَ، وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ مَعَهُمْ، وَعَلَى رَأْيِهِمْ، فَأَقَامُوا عِنْدَهُمْ حَتَّى وَثِقُوا بِهِمْ.
ثُمَّ أَظْهَرَ جَاوْلِي أَنَّ الْأُمَرَاءَ بَنِي بُرْسُقَ يُرِيدُونَ قَصْدَهُ وَأَخْذَ بِلَادِهِ، وَأَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى مُفَارَقَتِهَا لِعَجْزِهِ عَنْهُمْ، وَالْمَسِيرِ إِلَى هَمَذَانَ، فَلَمَّا ظَهَرَ ذَلِكَ وَسَارَ قَالَ مَنْ عِنْدَ الْبَاطِنِيَّةِ مِنْ أَصْحَابِهِ مِمَّنْ لَهُمُ الرَّأْيُ: إِنَّنَا نَخْرُجُ إِلَى طَرِيقِهِ وَنَأْخُذُهُ وَمَا مَعَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ، فَسَارُوا إِلَيْهِ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ أَعْيَانِهِمْ وَصَنَادِيدِهِمْ، فَلَمَّا الْتَقَوْا صَارَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ جَاوْلِي عَلَيْهِمْ، وَوَضَعُوا السَّيْفَ فِيهِمْ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ سِوَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ، صَعِدُوا إِلَى الْجَبَلِ وَهَرَبُوا، وَغَنِمَ جَاوْلِي مَا مَعَهُمْ مِنْ دَوَابَّ، وَسِلَاحٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
ذِكْرُ قَتْلِ صَاحِبِ كِرْمَانَ الْبَاطِنِيِّ (وَمُلْكِ غَيْرِهِ)
كَانَ تِيرَانْشَاهْ بْنُ تُورَانْشَاهْ بْنُ قَاوَرْتَ بِكْ هُوَ الَّذِي قَتَلَ الْأَتْرَاكَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةَ، وَلَيْسُوا مَنْسُوبِينِ إِلَى هَذِهِ الطَّائِفَةِ الْبَاطِنِيَّةِ، إِنَّمَا نُسِبُوا إِلَى أَمِيرٍ اسْمُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute