ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بِطُوسَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي عَاشُورَاءَ، كَانَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِطُوسَ، فِي مَشْهَدِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَسَبَبُهَا: أَنَّ عَلَوِيًّا خَاصَمَ فِي الْمَشْهَدِ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، بَعْضَ فُقَهَاءِ طُوسَ، فَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى مُضَارَبَةٍ، وَانْقَطَعَتِ الْفِتْنَةُ، ثُمَّ اسْتَعَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِحِزْبِهِ، فَثَارَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ حَضَرَهَا جَمِيعُ أَهْلِ طُوسَ، وَأَحَاطُوا بِالْمَشْهَدِ وَخَرَّبُوهُ، وَقَتَلُوا مَنْ وَجَدُوا، فَقُتِلَ بَيْنَهُمْ جَمَاعَةٌ وَنُهِبَتْ أَمْوَالٌ جَمَّةٌ، وَافْتَرَقُوا.
وَتَرَكَ أَهْلُ الْمَشْهَدِ الْخُطْبَةَ أَيَّامَ الْجُمُعَاتِ فِيهِ، فَبَنَى عَلَيْهِ عَضُدَ الدِّينِ فَرَامَرْزُ بْنُ عَلِيٍّ سُورًا مَنِيعًا يَحْتَمِي بِهِ مَنْ بِالْمَشْهَدِ عَلَى مَنْ يُرِيدُهُ بِسُوءٍ، وَكَانَ بِنَاؤُهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَقَعَتِ النَّارُ فِي الْحَظَائِرِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَاذَ، فَاحْتَرَقَتِ الْأَخْشَابُ الَّتِي بِهَا، وَاتَّصَلَ الْحَرِيقُ إِلَى دَرْبِ السِّلْسِلَةِ، وَتَطَايَرَ الشَّرَرُ إِلَى بَابِ الْمَرَاتِبِ، فَاحْتَرَقَتْ مِنْهُ عِدَّةُ دُورٍ، وَاحْتَرَقَتْ خِزَانَةُ كُتُبِ النِّظَامِيَّةِ، وَسَلِمَتِ الْكُتُبُ، لِأَنَّ الْفُقَهَاءَ لَمَّا أَحَسُّوا بِالنَّارِ نَقَلُوهَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْدَلُسِيُّ، السَّرْقُسْطِيُّ، وَكَانَ فَقِيهًا، فَاضِلًا، وَرَدَ الْعِرَاقَ نَحْوَ سَنَةَ خَمْسِمِائَةٍ، سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَسَكَنَ مَرْوَ الرُّوذِ، فَمَاتَ بِهَا، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، فَمِنْهُ:
وَمُهَفْهَفٌ يَخْتَالُ فِي أَبْرَادِهِ ... مَرَحَ الْقَضِيبِ اللَّدْنِ تَحْتَ الْبَارِحِ
أَبْصَرْتُ فِي مِرْآةِ فِكْرَيَ خَدَّهُ ... فَحَكَيْتُ فِعْلَ جُفُونِهِ بِجَوَارِحِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute