للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُدْنَةً عَلَى دَخَنٍ، وَسَيَرِدُ بَاقِي أَخْبَارِهِمْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ.

ذِكْرُ مُلْكِ الْمُؤَيَّدِ نَيْسَابُورَ وَغَيْرَهَا

كَانَ لِلسُّلْطَانِ سَنْجَرَ مَمْلُوكٌ اسْمُهُ أَيْ أَبَهْ، وَلَقَبُهُ الْمُؤَيَّدُ، فَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْفِتْنَةُ تَقَدَّمَ، وَعَلَا شَأْنُهُ، وَأَطَاعَهُ كَثِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى نَيْسَابُورَ، وَطُوسَ، وَنَسَا، وَأَبِيوَرْدَ، وَشَهْرَسْتَانَ وَالدَّامَغَانِ، وَأَزَاحَ الْغُزَّ عَنِ الْجَمِيعِ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا، وَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَعَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَاسْتَمَالَ النَّاسَ، وَوَفَّرَ الْخَرَاجَ عَلَى أَهْلِهِ، وَبَالَغَ فِي مُرَاعَاةِ أَرْبَابِ الْبُيُوتِ، فَاسْتَقَرَّتِ الْبِلَادُ لَهُ، وَدَانَتْ لَهُ الرَّعِيَّةُ لِحُسْنِ سِيرَتِهِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِ، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ، فَرَاسَلَهُ خَاقَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي تَسْلِيمِ الْبِلَادِ وَالْحُضُورِ عِنْدَهُ، فَامْتَنَعَ، وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُمْ، حَتَّى اسْتَقَرَّ عَلَى الْمُؤَيَّدِ مَالٌ يَحْمِلُهُ إِلَى الْمَلِكِ مَحْمُودٍ، فَكَفَّ عَنْهُ مَحْمُودٌ، وَأَقَامَ الْمُؤَيَّدُ بِالْبِلَادِ هُوَ وَالْمَلِكُ مَحْمُودٌ.

ذِكْرُ مُلْكِ إِينَانْجَ الرَّيَّ

كَانَ إِينَانْجُ أَحَدَ مَمَالِيكِ سَنْجَرَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ فِتْنَةِ الْغُزِّ مَا ذَكَرْنَاهُ هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ، وَوَصَلَ إِلَى الرَّيِّ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَأَقَامَ بِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى السُّلْطَانِ مُحَمَّدِ شَاهْ بْنِ مَحْمُودِ شَاهْ بْنِ مَحْمُودٍ صَاحِبِ هَمَذَانَ، وَأَصْفَهَانَ، وَغَيْرِهِمَا، خَدَمَهُ وَهَدَايَا فَأَرْضَاهُ بِهَا، وَأَظْهَرَ لَهُ الطَّاعَةَ، وَبَقِيَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ الْمَلِكُ مَحْمُودٌ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَعَلَى عِدَّةِ بِلَادٍ تُجَاوِرُ الرَّيَّ، فَمَلَكَهَا، فَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَعَلَا شَأْنُهُ، وَصَارَتْ عَسَاكِرُهُ عَشَرَةَ آلَافِ فَارِسٍ.

فَلَمَّا مَلَكَ سُلَيْمَانُ شَاهْ هَمَذَانَ، (عَلَى مَا نَذْكُرُهُ) ، حَضَرَ عِنْدَهُ، وَأَطَاعَهُ لِأُنْسِهِ بِهِ. كَانَ أَيَّامَ مُقَامِ سُلَيْمَانَ شَاهْ بِخُرَاسَانَ، فَتَقَوَّى أَمْرُهُ بِذَلِكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>