ذِكْرُ قَتْلِ ابْنِ السَّلَارِ وَزِيرِ الظَّافِرِ، وَوِزَارَةِ عَبَّاسٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ، قُتِلَ الْعَادِلُ بْنُ السَّلَارِ وَزِيرُ الظَّافِرِ بِاللَّهِ ; قَتَلَهُ رَبِيبُهُ عَبَّاسُ بْنُ أَبِي الْفُتُوحِ بْنِ يَحْيَى الصَّنْهَاجِيُّ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ الْأَمِيرُ أُسَامَةُ بْنُ مُنْقِذٍ، وَوَافَقَ عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ الظَّافِرُ بِاللَّهِ، فَأَمَرَ وَلَدَهُ نَصْرًا، فَدَخَلَ عَلَى الْعَادِلِ وَهُوَ عِنْدَ جَدَّتِهِ أَمِّ عَبَّاسٍ، فَقَتَلَهُ وَوَلِيَ الْوِزَارَةَ (بَعْدَهُ رَبِيبُهُ) عَبَّاسٌ.
وَكَانَ عَبَّاسٌ قَدْ قَدِمَ مِنَ الْمَغْرِبِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ إِلَى مِصْرَ، وَتَعَلَّمَ الْخِيَاطَةَ، وَكَانَ خَيَّاطًا حَسَنًا، فَلَمَّا تَزَوَّجَ ابْنُ السَّلَارِ بِأُمِّهِ أَحَبَّهُ، وَأَحْسَنَ تَرْبِيَتَهُ، فَجَازَاهُ بِأَنْ قَتَلَهُ وَوَلِيَ بَعْدَهُ.
وَكَانَتِ الْوِزَارَةُ فِي مِصْرَ لِمَنْ غَلَبَ، وَالْخُلَفَاءُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، وَالْوُزَرَاءُ كَالْمُتَمَلِّكِينَ، وَقَلَّ أَنْ وَلِيَهَا أَحَدٌ بَعْدَ الْأَفْضَلِ إِلَّا بِحَرْبٍ وَقَتْلٍ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ، فَلِذَلِكَ ذَكَرْنَاهُمْ فِي تَرَاجِمَ مُفْرَدَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ الْعَرَبِ وَعَسَاكِرِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي صَفَرٍ، كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ عَسْكَرِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ وَالْعَرَبِ عِنْدَ مَدِينَةِ سَطِيفَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ، وَهُمْ بَنُو هِلَالٍ وَالْأَبْتَحِ وَعَدِيٍّ وَرِيَاحٍ وَزُعْبٍ، وَغَيْرُهِمْ مِنَ الْعَرَبِ، لَمَّا مَلَكَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بِلَادَ بَنِي حَمَّادٍ اجْتَمَعُوا مِنْ أَرْضِ طَرَابُلُسَ إِلَى أَقْصَى الْمَغْرِبِ، وَقَالُوا: إِنْ جَاوَرْنَا عَبْدَ الْمُؤْمِنِ أَجْلَانَا مِنَ الْمَغْرِبِ، وَلَيْسَ الرَّأْيُ إِلَّا إِلْقَاءَ الْجِدِّ مَعَهُ، وَإِخْرَاجَهُ مِنَ الْبِلَادِ قَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute