للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ وَفَاةِ خُسْرُوشَاهْ صَاحِبِ غَزْنَةَ وَمُلْكِ ابْنِهِ بَعْدَهُ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي رَجَبَ، تُوُفِّيَ السُّلْطَانُ خُسْرُوشَاهْ بْنُ بَهْرَام شَاهْ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سُبُكْتِكِينَ، صَاحِبُ غَزْنَةَ، وَكَانَ عَادِلًا، حَسَنَ السِّيرَةِ فِي رَعِيَّتِهِ، مُحِبًّا لِلْخَيْرِ وَأَهْلِهِ، مُقَرَّبًا لِلْعُلَمَاءِ مُحْسِنًا إِلَيْهِمْ رَاجِعًا إِلَى قَوْلِهِمْ، وَكَانَ مُلْكُهُ تِسْعَ سِنِينَ.

[وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مَلِكْشَاهْ] فَلَمَّا مَلَكَ نَزَلَ عَلَاءُ الدِّينِ الْحُسَيْنُ، مَلِكُ الْغُورِ، إِلَى غَزْنَةَ فَحَصَرَهَا، وَكَانَ الشِّتَاءُ شَدِيدًا وَالثَّلْجُ كَثِيرًا، فَلَمْ يُمْكِنْهُ الْمَقَامُ عَلَيْهَا، فَعَادَ إِلَى بِلَادِهِ فِي صَفَرَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ [وَخَمْسِمِائَةٍ] .

ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ إِيثَاقَ وَبَغْرَاتْكِينَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ، كَانَ بَيْنَ الْأَمِيرِ إِيثَاقَ وَالْأَمِيرِ بَغْرَاتْكِينَ بِرَغْشَ الْجَرْكَانِيِّ حَرْبٌ، وَكَانَ إِيثَاقُ قَدْ سَارَ بَغْرَاتْكِينَ فِي آخِرِ أَعْمَالِ جُوَيْنَ، فَنَهَبُهُ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ وَكُلَّ مَا لَهُ، وَكَانَ ذَا نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَأَمْوَالٍ جَسِيمَةٍ، فَانْهَزَمَ بَغْرَاتْكِينُ عَنْهَا وَخَلَّاهَا، فَافْتَتَحَهَا إِيثَاقُ وَاسْتَغْنَى بِهَا، وَقَوِيَتْ نَفْسُهُ بِسَبَبِهَا، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ، وَقَصَدَهُ النَّاسُ، وَأَمَّا بَغْرَاتْكِينُ فَإِنَّهُ رَاسَلَ الْمُؤَيَّدَ صَاحِبَ نَيْسَابُورَ، وَصَارَ فِي جُمْلَتِهِ وَمَعْدُودًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَتَلَقَّاهُ الْمُؤَيَّدُ بِالْقَبُولِ.

ذِكْرُ وَفَاةِ مَلِكْشَاهْ بْنِ مَحْمُودٍ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ مَلِكْشَاهْ ابْنُ السُّلْطَانِ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَلِكْشَاهْ بْنِ أَلْب

<<  <  ج: ص:  >  >>