دِكْزَ إِلَى غَزْنَةَ، وَوُصُولِ رَسُولِ أَيْبَكَ إِلَيْهِ، فَفُتَّ فِي عَضُدِهِ، وَخَطَبَ لِغِيَاثِ الدِّينِ فِي تِكْيَابَاذَ، وَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنَ الْخُطْبَةِ، فَخَطَبَ لَهُ، وَرَحَلَ إِلَى غَزْنَةَ، فَلَمَّا قَارَبَهَا رَحَلَ أَيْ دِكْزُ عَنْهَا إِلَى بَلَدِ الْغَوْرِ، فَأَقَامَ فِي تَمْرَانَ، وَكَتَبَ إِلَى غِيَاثِ الدِّينِ يُخْبِرُهُ بِحَالِهِ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ الْمَالَ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَ الْخِزَانَةِ وَمِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ خِلَعًا وَأَعْتَقَهُ، وَخَاطَبَهُ بِمُلْكِ الْأُمَرَاءِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَالَ الَّذِي كَانَ أَخَذَهُ مِنَ الْخِزَانَةِ، وَقَالَ لَهُ: أَمَّا مَالُ الْخِزَانَةِ فَقَدْ أَعَدْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَهُ، وَأَمَّا أَمْوَالُ التُّجَّارِ وَأَهْلِ الْبَلَدِ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ (مَعَ رَسُولِي لِيُعَادَ) إِلَى أَرْبَابِهِ لِئَلَّا نَفْتَتِحَ دَوْلَتَنَا بِالظُّلْمِ، وَقَدْ عَوَّضْتُكَ عَنْهُ ضِعْفَهُ.
وَأَرْسَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ إِلَى غَزْنَةَ، إِلَى قَاضِي غَزْنَةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ الْمَالَ (الْمُنْفَذَ) عَلَى أَرْبَابِهِ، فَأَنْهَى الْقَاضِي الْحَالُّ إِلَى أَلْدِزَ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْخُطْبَةِ لِغِيَاثِ الدِّينِ، وَقَالَ: أَنَا أَسْعَى فِي الْوَصْلَةِ بَيْنَكُمَا وَالصِّهْرِ وَالصُّلْحِ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى غِيَاثِ الدِّينِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْقَاضِي يَنْهَاهُ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: لَا تَسْأَلْ فِي عَبْدٍ أَبَقَ قَدْ بَانَ فَسَادُهُ وَاتَّضَحَ عِنَادُهُ، فَأَقَامَ بِغَزْنَةَ هُوَ وَأَلْدُزُ، وَسَيَّرَ غِيَاثُ الدِّينِ عَسْكَرًا إِلَى أَيْ دِكْزَ الْتَتَرِ، فَأَقَامُوا مَعَهُ، وَسَيَّرَ أَلْدِزُ عَسْكَرًا إِلَى رُوَيْنَ كَانَ، وَهِيَ لِغِيَاثِ الدِّينِ، وَقَدْ أَقْطَعَهَا لِبَعْضِ الْأُمَرَاءِ، فَهَجَمُوا عَلَى صَاحِبِهَا، فَنَهَبُوا مَالَهُ، وَأَخَذُوا أَوْلَادَهُ، فَنَجَا وَحْدَهُ إِلَى غِيَاثِ الدِّينِ، فَاقْتَضَى الْحَالُ أَنْ سَارَ غِيَاثُ الدِّينِ إِلَى بُسْتَ وَتِلْكَ الْوِلَايَةِ، فَاسْتَرَدَّهَا وَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا، وَأَطْلَقَ لَهُمْ خَرَاجَ سَنَةٍ لِمَا نَالَهُمْ مِنْ أَلْدِزَ مِنَ الْأَذَى.
ذِكْرُ وَفَاةِ صَاحِبِ مَازَنْدَرَانَ وَالْخُلْفِ بَيْنَ أَوْلَادِهِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ حُسَامُ الدِّينِ (أَرْدِشِيرُ) ، صَاحِبُ مَازَنْدَرَانَ وَخَلَّفَ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ، فَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ الْأَكْبَرُ، وَأَخْرَجَ أَخَاهُ الْأَوْسَطَ مِنَ الْبِلَادِ، فَقَصَدَ جُرْجَانَ، وَبِهَا الْمَلِكُ عَلِيٌّ شَاهْ بْنُ خُوَارِزْمَ شَاهْ تُكُشَ، أَخُو خُوَارِزْمَ شَاهْ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ يَنُوبُ عَنْ أَخِيهِ فِيهَا، فَشَكَا إِلَيْهِ مِمَّا صَنَعَ بِهِ أَخُوهُ، مِنْ إِخْرَاجِهِ مِنَ الْبِلَادِ، (وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُنْجِدَهُ عَلَيْهِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute