للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَادِلًا، فَاضِلًا، حَلِيمًا، كَرِيمًا، قَلَّ أَنْ عَاقَبَ عَلَى ذَنْبٍ، وَلَمْ يَمْنَعْ طَالِبًا، كَانَ يَكْتُبُ خَطًّا حَسَنًا، وَكِتَابَةً جَيِّدَةً، وَبِالْجُمْلَةِ، فَاجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ الْفَضَائِلِ وَالْمَنَاقِبِ مَا تَفَرَّقَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمُلُوكِ، لَا جَرَمَ حُرِمَ الْمُلْكَ وَالدُّنْيَا، وَعَادَاهُ الدَّهْرُ، وَمَاتَ بِمَوْتِهِ كُلُّ فِعْلٍ جَلِيلٍ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.

وَرَأَيْتُ مِنْ كِتَابَتِهِ أَشْيَاءَ حَسَنَةً، فَمِمَّا بَقِيَ عَلَى خَاطِرِي مِنْهَا أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ لَمَّا أُخِذَتْ دِمَشْقُ مِنْهُ كِتَابًا، مِنْ فُصُولِهِ: وَأَمَّا أَصْحَابُنَا بِدِمَشْقَ فَلَا عِلْمَ لِي بِأَحَدٍ مِنْهُمْ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنِّي:

أَيُّ

صَدِيقٍ سَأَلْتُ عَنْهُ ... فَفِي الْذُّلِّ وَتَحْتَ الْخُمُولِ فِي الْوَطَنِ

وَأَيُّ ضِدٍّ سَأَلْتُ حَالَتَهُ ... سَمِعْتُ مَا لَا تُحِبُّهُ أُذُنِي.

فَتَرَكْتُ السُّؤَالَ عَنْهُمْ، وَهَذَا غَايَةُ الْجَوْدَةِ فِي الِاعْتِذَارِ عَنْ تَرْكِ السُّؤَالِ وَالصَّاحِبِ.

وَلَمَّا مَلَكَ، اخْتَلَفَ أَوْلَادُهُ، وَعَمُّهُمْ قُطْبُ الدِّينِ مُوسَى، وَلَمْ يَقْوَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى الْبَاقِينَ لِيَسْتَبِدَّ بِالْأَمْرِ.

[الْوَفَيَاتُ] .

وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ صَاحِبُ أَرْزَنَ الرُّومِ، وَهُوَ مُغِيثُ الدِّينِ طُغْرُلُ بْنُ قَلِجْ أَرْسَلَانَ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّرَ وَلَدَهُ إِلَى الْكُرْجِ، وَتَنَصَّرَ وَتَزَوَّجَ مَلِكَةَ الْكُرْجِ، وَلَمَّا مَاتَ مَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ.

وَمَاتَ فِيهَا مَلِكُ أَرْزَنْكَانَ.

وَتُوُفِّيَ فِيهَا عِزُّ الدِّينِ الْخَضِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ قُرَا أَرْسِلَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُقْمَانَ صَاحِبُ خَرْتَ بِرْتَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ نُورُ الدِّينِ أَرْتَقْ شَاهْ، وَكَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>