بِالْوَحْدَانِيَّةِ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ثُمَّ جَمَعَهُمْ جِبْرَائِيلُ وَقَدَّمَنِي فَصَلَّيْتُ بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ
ثُمَّ انْطَلَقَ بِي جِبْرَائِيلُ إِلَى الصَّخْرَةِ فَصَعِدَ بِي عَلَيْهَا، فَإِذَا مِعْرَاجٌ إِلَى السَّمَاءِ، لَا يَنْظُرُ النَّاظِرُونَ إِلَى شَيْءٍ أَحْسَنَ مِنْهُ وَمِنْهُ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ، أَصْلُهُ فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَرَأْسُهُ مُلْتَصِقٌ بِالسَّمَاءِ، فَاحْتَمَلَنِي جِبْرَائِيلُ وَوَضَعَنِي عَلَى جَنَاحِهِ وَصَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَفُتِحَ، فَدَخَلْنَا فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ تَامِّ الْخِلْقَةِ عَنْ يَمِينِهِ بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ وَعَنْ شِمَالِهِ بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِيحٌ خَبِيثَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ بَكَى. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ وَمَا هَذَانِ الْبَابَانِ؟ فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، وَالْبَابُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ بَابُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى مَنْ يَدْخُلُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ضَحِكَ، وَالْبَابُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ بَابُ جَهَنَّمَ، إِذَا نَظَرَ إِلَى مَنْ يَدْخُلُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ بَكَى وَحَزِنَ.
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: حَيَّاهُ اللَّهُ، مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَفُتِحَ لَنَا. فَدَخَلْنَا فَإِذَا بِشَابَّيْنِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرَائِيلُ مَنْ هَذَانِ؟ فَقَالَ: هَذَانِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ.
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ نِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَدَخَلْنَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَدْ فَضُلَ النَّاسَ بِالْحُسْنِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرَائِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ.
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَدَخَلْنَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: إِدْرِيسُ رَفَعَهُ اللَّهُ مَكَانًا عَلِيًّا.
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَدَخَلْنَا، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَحَوْلَهُ قَوْمٌ يَقُصُّ عَلَيْهِمْ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا هَارُونُ وَالَّذِينَ حَوْلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ.
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَائِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ! فَدَخَلْنَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَالِسٍ فَجَاوَزْنَاهُ، فَبَكَى الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرَائِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى. قُلْتُ: فَمَا بَالُهُ يَبْكِي؟ قَالَ: يَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ آدَمَ، وَهَذَا الرَّجُلُ مِنْ بَنِي آدَمَ قَدْ خَلَّفَنِي وَرَاءَهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute