للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: الْوَرْدُ، أَهْدَاهُ لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، فَوَهَبَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَجَدَهُ يُبَاعُ. وَقِيلَ: كَانَ لَهُ فَرَسٌ اسْمُهُ الْيَعْسُوبُ.

تَفْسِيرُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ: السَّكْبُ: الْكَثِيرُ الْجَرْيِ، كَأَنَّمَا يُصَبُّ جَرْيُهُ صَبًّا. وَاللَّحِيفُ: سُمِّيَ بِهِ لِطُولِ ذَنَبِهِ، كَأَنَّهُ يُلْحِفُ الْأَرْضَ بِذَنَبِهِ، أَيْ يُغَطِّيهَا. وَلِزَازٌ: سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ تَلَزُّزِهِ، وَالظَّرِبُ: سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ خَلْقِهِ، سُمِّي بِالْجَبَلِ الصَّغِيرِ. وَالْمُرْتَجِزُ: سُمِّيَ بِهِ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ. وَالْيَعْسُوبُ: سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ أَجْوَدُ خَيْلِهِ، لِأَنَّ الْيَعْسُوبَ الرَّئِيسُ.

ذِكْرُ بِغَالِهِ وَحَمِيرِهِ وَإِبِلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

كَانَتْ لَهُ دُلْدُلُ، وَهِيَ أَوَّلُ بَغْلَةٍ رُؤِيَتْ فِي الْإِسْلَامِ، أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ وَمَعَهَا حِمَارٌ اسْمُهُ عُفَيْرٌ، وَبَقِيَتِ الْبَغْلَةُ إِلَى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، وَأَهْدَى لَهُ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا: فِضَّةُ، فَوَهَبَهَا لِأَبِي بَكْرٍ، وَحِمَارُهُ يَعْفُورُ بَقِيَ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

وَأَمَّا إِبِلُهُ فَكَانَتْ لَهُ الْقَصْوَى، وَهِيَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَهَاجَرَ عَلَيْهَا، وَكَانَتْ مِنْ نَعَمِ بَنِي الْحُرَيْشِ، وَبَقِيَتْ مُدَّةً، وَهِيَ الْعَضْبَاءُ وَالْجَدْعَاءُ أَيْضًا. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: كَانَ فِي أَطْرَافِ أُذُنِهَا جَدْعٌ، وَقِيلَ: لَمْ يَكُنْ بِهَا جَدْعٌ.

وَأَمَّا لِقَاحُهُ فَكَانَ لَهُ عِشْرُونَ لِقْحَةً بِالْغَابَةِ، وَهِيَ الَّتِي أَغَارَ عَلَيْهَا الْقَوْمُ، يَأْتِي لَبَنُهَا أَهْلَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ. وَكَانَ لَهُ لِقَاحٌ غِزَارٌ، مِنْهُنَّ: الْحِنَّاءُ، وَالسَّمْرَاءُ، وَالْعَرِيسُ، وَالسَّعْدِيَّةُ، وَالْبَغُومُ، وَالْيَسِيرَةُ، وَالرَّيَّا، وَمُهْرَةُ، وَالشَّقْرَاءُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>