للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

او بدل صداقهن منهن واعلموا انه لا يَحِلُّ لَكُمْ في شرعكم ودينكم هذا أَنْ تَرِثُوا أنتم النِّساءَ اى نساء أقاربكم ومورثيكم سواء تزوجونهن على الصداق الاول او تفدون وتأخذون منهن بدل الصداق كَرْهاً حال كونكم مكرهين أو هن كارهات لتزوجكم او فديتكم وَايضا من جملة الحدود المتعلقة بأمور النساء ان لا تَعْضُلُوهُنَّ مطلقا اى لا يحل لكم ان تضيقوا على نسائكم حين انتقصت محبتكم اياهن وقل وقعهن عندكم الى ان تلجئوهن الى الفدية والخلع لِتَذْهَبُوا حين البينونة بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ او كلها حين النكاح إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ العياذ بالله بِفاحِشَةٍ وفعلة قبيحة شرعا مُبَيِّنَةٍ ثابتة ظاهرة وَان لم يأتين بشيء من الفواحش عاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ المستحسن عقلا وشرعا فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ طبعا بلا جريمة صدرت منهن عليكم ان تكذبوا طباعكم المخالفة للعقل والشرع مرارا إذ هي من طغيان القوى البهيمية لا تبالوا بها وبمقتضياتها فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً بمقتضى طبعكم وَلا تعلمون ان يَجْعَلَ اللَّهُ لكم فِيهِ بمقتضى حكمته ومصلحته خَيْراً كَثِيراً نافعا لكم ولغيركم

وَإِنْ غلب عليكم مقتضيات طباعكم وأَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ منكوحة جديدة مَكانَ زَوْجٍ قديمة تريدون تطليقها فعليكم في دينكم وشرعكم ان لا تأخذوا من المطلقة شيأ وَان آتَيْتُمْ وأعطيتم حالة النكاح إِحْداهُنَّ اى كل واحدة منهن ان كن اكثر من واحدة قِنْطاراً مالا كثيرا منضدا مخزونا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ اى من القنطار شَيْئاً قليلا نزرا يسيرا حين الطلاق فكيف بالكثير أَتَأْخُذُونَهُ اى مهرهن ايها المفرطون في متابعة الطبيعة بُهْتاناً تفترونه عليهن وَتكسبون لأنفسكم بأخذه إِثْماً مُبِيناً وجرما عظيما عند الله شنيعا سمجا عند المؤمنين

وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ ايها المسرفون وَلا تعلمون ولا تستحضرون ولا تتذكرون انه قَدْ أَفْضى ووصل بالمهر والصداق بَعْضُكُمْ ذكوركم إِلى بَعْضٍ اناثكم وَأَخَذْنَ عهدن مِنْكُمْ اى من اجلكم ورعاية غبطتكم مع الله مِيثاقاً غَلِيظاً عهدا وثيقا لا ينفصم أصلا وهو ان لا يأتين بفاحشة ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن وان يقصرن نظرهن عليكم ويخدمن ويحسن المعاشرة الى غير ذلك من الحدود والحقوق

وَايضا من الحدود المتعلقة بأمر النساء ان لا تَنْكِحُوا ولا تطأوا ولا تجامعوا ايها المؤمنون ما نَكَحَ ووطئ آباؤُكُمْ واسلافكم سواء كانوا مؤمنين او كفارا مِنَ النِّساءِ سواء كن أمهاتكم أم لا حرائر او رقيقات لاستهجان هذا الأمر عقلا وشرعا ومروة بل طبعا بناء على ما حكى عن بعض الحيوانات انه لا تجامع مع امه البتة كالفرس النجيب وغيره ومن اتى ما نهى عنه فقد استحق مقت الله وطرده إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ سبق منه وقوعه قبل ورود النهى إِنَّهُ اى نكاح منكوحة الاسلاف قد كانَ فاحِشَةً من جملة الفواحش العظيمة التي قد منعها الشرع والعقل والمروءة بل الطبع ايضا وَمع ذلك قد صار مَقْتاً حرمانا وطردا وانحطاطا عظيما عن الرتبة الانسانية التي هي الخلافة الإلهية المترتبة على محض الحكمة والعدالة وكمال الاستقامة لذلك سمى العرب من حصل منه من الولد المقتى وَساءَ سَبِيلًا لمن اتى به سبيل البعد والخذلان عن ساحة عز الحضور. عصمنا الله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. ومن شدة شناعته وعظم قبحه عند الله قدمه سبحانه على جميع المحرمات

ثم فرعها عليه بقوله حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ في دينكم هذا أُمَّهاتُكُمْ اى نكاحها مطلقا وَبَناتُكُمْ ايضا كذلك وَأَخَواتُكُمْ مع من يتفرع عليهن وَعَمَّاتُكُمْ انفسهن وَخالاتُكُمْ ايضا كذلك اى مثل عماتكم وَبَناتُ الْأَخِ

<<  <  ج: ص:  >  >>