للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحرمات ايضا ما أُهِلَّ وصوت عند ذبحه لِغَيْرِ اسم اللَّهِ من اسماء الأصنام بِهِ وَكذا الْمُنْخَنِقَةُ الزائلة حياتها بالخنق وحبس النفس بلا تذكية كما يفعله المشركون وَكذا الْمَوْقُوذَةُ المضروبة بالخشب والأحجار الى ان يزول منها الروح وَالْمُتَرَدِّيَةُ اى التي سقطت من علو او في بئر فزالت حياته وَالنَّطِيحَةُ وهي التي نطحها ووطئها الحيوان الآخر فماتت وَكذا قد حرمت عليكم ما أَكَلَ السَّبُعُ منه فزال حياته إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ اى قطعتم حلقومه مهللين حين أحسستم الرمق منه فانه يحل لكم حينئذ وَكذا قد حرمت عليكم ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ اى على الأصنام المنصوبة الموضوعة حول البيت كانوا يعظمونها ويتقربون نحوها بالذبائح والقرابين وَايضا من جملة المحرمات أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ اى الأقداح. وذلك انهم إذا قصدوا فعلا ضربوا ثلثة أقداح مكتوب على أحدها أمرني ربي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غفل فان خرج الأمر مضوا عليه وان خرج النهى انصرفوا عنه وان خرج الغفل اجالوها ثانيا. ومعنى الاستقسام بها الاستخبار والاستفسار عن القسمة الغيبية التي قد استأثر الله بها ولم يطلع أحدا عليها. وأمثال هذا ما هي الا كهانة وكفر صدرت عن ذوى الأحلام السخيفة الخبيثة الناشئة من عدم الرضا بالقضاء ذلِكُمْ اى استقسامكم واستخباركم من ازلامكم وأقداحكم فِسْقٌ خروج عما عليه الأمر والشرع وديدنة الجاهلية فعليكم ان تجتنبوا عن أمثالها سيما الْيَوْمَ يَئِسَ وقنط بالمرة القوم الَّذِينَ كَفَرُوا عن انصرافكم مِنْ دِينِكُمْ لظهوره وغلبته على عموم الأديان فَلا تَخْشَوْهُمْ عن غلبتهم بترك رسومهم وعاداتهم المستقبحة بل وَاخْشَوْنِ عن بطشى وانتقامي بترك ما أمرت لكم ونهيت عنكم في جميع أحوالكم وازمانكم سيما الْيَوْمَ الذي قد أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأعنت عليكم وغلبتكم على مخالفيكم مطلقا وأظهرت دينكم على الأديان كلها وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ظاهرة وباطنة بالاستيلاء والغلبة على الأعداء وقمع عموم الآراء الباطلة والأهواء الفاسدة بالكلية وَمن إتمام نعمتي عليكم وتوفيرها لكم انى رَضِيتُ اى اخترت وانتخبت لَكُمُ الْإِسْلامَ اى الإطاعة والانقياد على سبيل التعبد والتسليم دِيناً اى ديدنة ومذهبا إذ لا دين أعز عند الله من دين الإسلام وبعد إكمال دينكم وإتمام النعم عليكم وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم فَمَنِ اضْطُرَّ منكم فِي مَخْمَصَةٍ مجاعة مفرطة ملجئة الى تناول الجيف والمحرمات حال كونه غَيْرَ مُتَجانِفٍ مائل لِإِثْمٍ وقاصد لمعصية رخص له التناول منها شرعا مقدار سد جوعة فَإِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوالكم غَفُورٌ لما صدر عنكم حين اضطراركم ومخمصتكم رَحِيمٌ لا يؤاخذكم عليه بعد ما رخص لكم

يَسْئَلُونَكَ من آمن بك يا أكمل الرسل ماذا اى اى شيء من الأشياء المأكولة المتعارفة أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ لهم قد أُحِلَّ لَكُمُ في دينكم هذا الطَّيِّباتُ التي مضى ذكرها في أول السورة من البهائهم المذكاة وما شابهها من الوحشيات وَكذا أحل لكم صيد ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ الكواسب لكم الصيد من ذوات القوائم والمخالب حال كونكم مُكَلِّبِينَ معلمين مؤدبين أنتم اياهن الصيد بحيث تُعَلِّمُونَهُنَّ أنتم مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ من مقتضيات العقل المفاض لكم بأنواع الحيل اياهن وبعد ما علمتموهن فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ من صيدهن حلالا طيبا وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ اى وعليكم ان تذكروا اسم الله حين إرسال الجوارح المكلبة نحو الصيد وَاتَّقُوا اللَّهَ ان لا تهلوا على الصيد والذبائح ولا تحلوها

<<  <  ج: ص:  >  >>