للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صرفها الحق عن عبادة الشمس إذ قد عبدتها تقليدا لاسلافها فلما وصلت الى التحقيق صرفها الحق عنها وعن عبادتها إِنَّها كانَتْ منتشئة مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ جاحدين بالله عابدين للشمس ثم

لَ

يعنى قال سليمان عليه السلام آمراهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ

فبادرت الى الاجابةلَمَّا رَأَتْهُ

اى القصرسِبَتْهُ لُجَّةً

فيها انواع الحيوانات المائية كَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها

اى رجليها لتدخل فيها فلما رأى سليمان عليه السلام ساقيها وقد اخبر ان ساقيها لا كساق الإنسان لذلك قد احتال ببناء قصر القوارير حتى يظهر عنده هل هو مطابق للواقع أم لا فلما رآها احسن ساقا وقدما لكن على ساقيها شعر صرف عليه السلام وجهه عنها مستغفرا ثم الَ

لهانَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ

اى بنيان مملس مصنوع نْ قَوارِيرَ

زجاجات فأرخت زيلها فدخلت وبعد ما قد رأت اللجة أولا ظنت انه يستغرقها بها عمدا ثم لما ظهر خلافه الَتْ

مستغفرة عن سوء ظنها إياه بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

بهذا الظن الفاسد على نبي الله أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ

الواحد الأحد المستقل بالالوهية والربوبيةبِّ الْعالَمِينَ

لا رب له سواه ولا اله الا هو. وقد اختلف في تزوجها والأصح انه قد تزوجها ثم انقرضت هي وسليمان ومن عليها جميعا إذ كل يوم هو في شأن وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

وَمن وفور جودنا وإحساننا لخلص عبادنا لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ حين لاح عليهم امارات العدوان وعلامات الفسوق والعصيان أَخاهُمْ صالِحاً قائلا لهم أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ حق عبادته وتذللوا نحوه بأنواع الخشوع والخضوع ولا تتكبروا عليه بالخروج عن مقتضى أوامره وحدوده فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ اى بعد ما اظهر عليهم الدعوة فاجؤا على الافتراق حيث آمن له البعض وصدقه واعرض عنه البعض الآخر فكذبه فاختصما

قالَ صالح للمعرضين المكذبين يا قَوْمِ شأنكم الحذر والاحتراز عن عذاب الله ونكاله وعن موجبات قهره واسباب غضبه وجلاله لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ الموجبة لانواع العذاب والقهر الإلهي قَبْلَ الْحَسَنَةِ المستجلبة لعموم الخيرات لَوْلا هلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ العفو الغفور لكفركم وذنبكم الذي قد صدر عنكم لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قبل حلول عذابه عليكم إذ حين حلول العذاب لا ينفع توبتكم واستغفاركم وبعد ما ظهر عليهم امارات قهر الله وغضبه إياهم حيث وقع الجدب بينهم

قالُوا مغاضبين على صالح اطَّيَّرْنا اى قد تطيرنا وتشأمنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ من المصدقين لك المتدينين بدينك إذ قد تواترت علينا المصائب مذ ظهرتم أنتم بدينكم هذا بيننا وقد وقع الوقائع الهائلة بشؤمكم وشؤم دينكم وبعد ما قد سمع صالح منهم ما سمع ايس عن ايمانهم وصلاحهم حيث قالَ في جوابهم طائِرُكُمْ اى اسباب خيراتكم وشروركم عِنْدَ اللَّهِ وفي لوح قضائه وحضرة علمه إذ قد كتب عليكم الخير والشر حسب ما صدر عنكم من الأعمال الصالحة والطالحة ولا معنى لتطيركم وتشاؤمكم بنا بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ تختبرون بتفاقم انواع المحن وبتلاطم امواج الفتن كي تستغفروا وتندموا عما أنتم عليه من الكفر والعصيان حتى لا تستأصلوا بنزول عذاب الله الموعود لاستئصالكم حتما وبعد ما سمعوا منه كلامه هذا قصدوا مقته وإهلاكه

وَقد كانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يعنى تسعة رجال اتفقوا بحيث صاروا رهطا واحدا وطائفة متفقة على قتله والرهط جمع لا واحد له يطلق على مادون العشرة وكان شأنهم مقصورا على الفساد والإفساد يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ بأنواع الفسادات وَلا يُصْلِحُونَ أصلا في حال من الأحوال وبعد ما ظهر عليهم امارات العذاب الإلهي وتحقق عندهم

<<  <  ج: ص:  >  >>