للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مساكنكم وجواركم مطلقا وأريد الخروج من بينكم ولا أبالي من تهديدكم على بالإخراج والاجلاء ثم توجه نحو الحق وناجى معه مبغضا عليهم مشتكيا الى ربه بقوله رَبِ

يا من رباني بأنواع الطهارة والنظافة الصورية نَجِّنِي بفضلك وجودك وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ من العذاب الموعود النازل عليهم بشؤم عملهم هذا وبعد ما قد أصروا وبالغوا في الإصرار أنزلنا العذاب عليهم بعد ما استحقوا لإنزاله

فَنَجَّيْناهُ اى لوطا وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ من اصابة العذاب المنزل على قومه

إِلَّا عَجُوزاً من اهله وهي امرأته قد بقيت فِي الْغابِرِينَ الهالكين لميلها إليهم ومحبتها لهم

ثُمَّ دَمَّرْنَا وأهلكنا الْآخَرِينَ عن آخرهم

وَذلك بان قد أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً لم يعهد مثله إذ هو حجارة مهلكة لكل من أصاب فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ مطرهم هذا

إِنَّ فِي ذلِكَ الأمطار والإهلاك لَآيَةً عظيمة على علو شأننا وسطوع حجتنا وبرهاننا وَلكن ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ بآياتنا العظام لذلك قد لحقهم ما لحقهم

وَإِنَّ رَبَّكَ يا أكمل الرسل لَهُوَ الْعَزِيزُ المتعزز برداء العظمة والكبرياء المتفرد بالوجود والبقاء لا موجود سواه ولا اله الا هو الرَّحِيمُ المتجلى بالتجليات الحبية حسب الأسماء والصفات الذاتية من الأعيان والأكوان المنعكسة من الأسماء والصفات قال سبحانه

كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ

إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ حين رأى منهم امارات الميل والانحراف عن القسطاس المستقيم الموضوع من لدن حكيم عليم المنبئ عن الاعتدال المعنوي أَلا تَتَّقُونَ وتحذرون عن بطش الله ايها المتجاوزون عن حدوده

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ من عنده سبحانه أَمِينٌ مبلغ إليكم أمانته

فَاتَّقُوا اللَّهَ حق تقاته ولا تنقصوا المكيال والميزان وَأَطِيعُونِ فيما أرسلت به

وَلا تخافوا عن أخذ الجعل والرشى إذ انا ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ ان شاء يعطيني جزاء إرشادي وإبلاغي ويوصلني الى منتهى املى ومرادى وعليكم ايها المكلفون المنحرفون عن جادة العدالة الإلهية إيفاء الكيل

أَوْفُوا الْكَيْلَ إيفاء تاما كاملا وَلا تَكُونُوا بتطفيفه وتنقيصه مِنَ الْمُخْسِرِينَ الناقصين حقوق عباد الله حتى لا يخسركم من رحمته

وَزِنُوا وقت وزنكم بغيركم من عباد الله بِالْقِسْطاسِ والميزان الْمُسْتَقِيمِ العدل السوى بحيث لا يميل ولا ينحرف الى جانب أصلا

وَعليكم ايضا ان لا تَبْخَسُوا ولا تنقصوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ ولا تكسروا سلعهم ولا تنقصوا من أسعارها وَبالجملة لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ ولا تتمشوا عليها بالظلم مُفْسِدِينَ بأنواع الفسادات

وَكيف تفسدون فيها وتظلمون من عليها اتَّقُوا الله القادر المقتدر الَّذِي خَلَقَكُمْ وأظهركم من كتم العدم وَكذا قد خلق وأوجد أمثالكم الْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ وذوى الخلقة من المتقدمين من اسلافكم وغيرهم ايضا وبعد ما سمعوا منه ما سمعوا من الحكم والتذكيرات

قالُوا متهكمين مستهزئين إِنَّما أَنْتَ يا شعيب مِنَ الْمُسَحَّرِينَ المجنونين الذين قد ضاعت عقولهم بالسحر والافتتان

وَكيف تكون أنت من المرسلين مع انك ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ومن اين يتيسر لبشر أن يكون مرسلا من رب العالمين وَبالجملة إِنْ نَظُنُّكَ في دعواك الرسالة لَمِنَ الْكاذِبِينَ المفترين والا

فَأَسْقِطْ بدعائك عَلَيْنا كِسَفاً قطعا مِنَ السَّماءِ اى من بعض اقطاعها لتهلكنا بها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في أمرك هذا ورسالتك هذه وبعد ما ايس شعيب عليه السلام عن ايمانهم

قالَ لهم مشتكيا الى الله رَبِّي أَعْلَمُ بعلمه الحضوري بِما تَعْمَلُونَ أنتم

<<  <  ج: ص:  >  >>