للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي هو غلبة فرعون وذلك بان اغرقناه باليم

وَنَصَرْناهُمْ اى هما وقومهما على فرعون وملائه فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ عليهم بعد ما صاروا مغلوبين منهم

وَبعد ما صيرناهم غالبين آتَيْناهُمَا اى موسى وهارون الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وهو التورية الذي هو أبين الكتب وأوضحها في ضبط الاحكام الإلهية المتعلقة بنظام الظاهر

وَهَدَيْناهُمَا ايضا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الموصل الى الحق اليقين في مراتب التوحيد

وَمن كمال تكريمنا إياهما قد تَرَكْنا عَلَيْهِما وأبقينا ذكرهما بالخير فِي الْآخِرِينَ اللاحقين لهما من الأمم حيث يقولون في حقهما عند ذكرهما

سَلامٌ من الله وتحية منا عَلى مُوسى وَهارُونَ وذلك من جملة امتناننا عليهما وتكريمنا إياهما

إِنَّا من كمال جودنا ولطفنا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ المخلصين في حسناتهم وجميع حالاتهم وكيف لا نجزيهما خير الجزاء وأحسنه

إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ الموقنين بتوحيدنا المصدقين لاستقلالنا واختيارنا في ملكنا وملكوتنا

وَإِنَّ إِلْياسَ ابن ياسين من أولاد هارون أخ موسى لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ من عندنا المؤيدين بوحينا والهامنا اذكر يا أكمل الرسل

إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ حين انحرفوا عن سبل السلامة وطرق الاستقامة بالظلم على عباد الله والخروج عن مقتضيات حدوده أَلا تَتَّقُونَ وتحذرون عن بطش الله ايها المفسدون المفرطون في الإشراك بالله والدعوة الى غير الله

أَتَدْعُونَ ايها الجاهلون بَعْلًا اى صنما مسمى به وترجعون نحوه في المهمات والملمات وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اى تتركون الدعوة والرجوع الى الحق الحقيق بالاطاعة والانقياد المستحق للعبودية والرجوع اليه في الخطوب والملمات

اللَّهَ بالرفع على الاستيناف وبالنصب على البدل وكذلك رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ بنصب البائين ورفعهما على الخبر والبدل على القرائتين اى مربيكم ومظهركم من كتم العدم ومربى اسلافكم ايضا أفتعدلون عن عبادته وتعبدون الى ما لا ينفعكم ولا يضركم ظلما وزورا وبعد ما قد سمعوا منه دعوته الى التوحيد ورفض عبادة آلهتهم وقدحه إياها

فَكَذَّبُوهُ تكذيبا بليغا ولم يلتفتوا الى قوله ودعوته بل طروده وعزموا ان يقتلوه فَإِنَّهُمْ بشؤم تكذيبهم رسول الله وإبائهم عن دعوته الى التوحيد واتخاذهم الأصنام والأوثان آلهة دون الله شركاء معه في استحقاق العبادة والرجوع اليه في الوقائع لَمُحْضَرُونَ في العذاب الأليم مؤبدون في نار الجحيم ابد الآبدين

إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ منهم المبادرين الى الايمان والتصديق بعد ما سمعوا دعوة الرسول بلا ميل منهم الى الإنكار والتكذيب

وَتَرَكْنا عَلَيْهِ اى على الياس ايضا ذكرا جميلا فِي الْآخِرِينَ حيث يقولون حين ثنائهم عليه وتكريمهم إياه

سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ وهو لغة في الياس كجبرين في جبريل

إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ المستحفظين على عموم حدودنا وأحكامنا ومقتضيات أوامرنا ونواهينا وكيف لا نجزيه احسن الجزاء

إِنَّهُ مِنْ جملة عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ المتمكنين في مقر التوحيد واليقين الفائزين بمقام الكشف والشهود

وَإِنَّ لُوطاً ايضا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ الفائزين بمرتبة حق اليقين اذكر يا أكمل الرسل المعتبرين من المؤمنين وقت

إِذْ نَجَّيْناهُ اى لوطا وَأَهْلَهُ اى أولاده واهل بيته أَجْمَعِينَ

إِلَّا عَجُوزاً وهي امرأته قد بقيت فِي زمرة الْغابِرِينَ الهالكين بالعذاب المنزل عليهم لشؤم فعلتهم الشنيعة المتناهية في القبح والشناعة

ثُمَ

بعد ما نجيناه واهله دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

من قومه وأهلكناهم أجمعين

وَإِنَّكُمْ

يا اهل مكة لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ

اى على اطلالهم ومنازلهم المنقلبة عليهم بشؤم فعلتهم وقت ترحالكم الى الشأم وهي على متن الدرب مُصْبِحِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>