للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدة بل بامتداد اظلال أسمائه وآثار صفاته عليهما مَثَلُ نُورِهِ وظهور لمعات شمس وجهه حسب جود وجوده من هياكل الهويات وشباك العكوس والتعينات كَمِشْكاةٍ وهي الكوة يوضع القنديل المسرج وهي مثال الأشكال الظاهرة والتعينات المنعكسة من اشعة الأسماء والصفات الإلهية المتشعشعة المتجلية بالتجليات الحبية على مقتضى الذات فِيها اى في تلك الهويات المنعكسة من آثار الأسماء والصفات مِصْباحٌ وهي مثال نور الوجود الإلهي المضيء بنفسه وذاته الظاهر اللائح المتجلى عن عموم مظاهره ومصنوعاته ومن كمال شروقه وبروقه وشدة لمعانه وشعشعته يخطف الأبصار ويكل المدارك والانظار لذلك قد أصبحت الْمِصْباحُ المذكورة أولا فِي زُجاجَةٍ صافية من كدر التعينات ورين التعلقات والتلونات الا وهي مثال رحاجات الأسماء وقناديل الصفات المنبسطة اظلالها وعكوسها على صفائح الأكوان المنتشرة آثارها على صفحات الكائنات الواقعة في بقاع الإمكان وعراص الطبائع والأركان ومن كمال اللطافة والنظافة والصفاء المفرط هذه الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ في غاية الإضاءة والإنارة تتلألأ وتتشعشع دائما بصفائها الذاتي ولطافتها الجبلية إذ هي يُوقَدُ ويسرج بدهن غيبي الهى متخذ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ كثيرة الخير والبركة لمن استدهن منها واستظل تحتها الا وهي شجرة الوجود الممتد اظلالها واضواؤها وكذا أغصانها وأفنانها على صفائح عموم ما ظهر وما بطن من المظاهر والموجودات الغير المحصورة زَيْتُونَةٍ كثيرة النفع والخير إذ الوجود خير محض ونفع صرف بحيث لا شرفيه ولا ضر أصلا لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ بل معتدلة في نفسها خارجة عن مطلق الحدود والجهات غير محاطة بالأقطار والابعاد ومن كمال صفائها الذاتي ولطافتها الجبلية يَكادُ زَيْتُها حسب إضاءتها الذاتية وإشراقها اللطيف يُضِيءُ بضيائها الذاتي وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ هي عبارة عن نار المحبة الخالصة والمودة الصافية الحاصلة من العشق المفرط الإلهي الحاصل لأرباب الولاء الحقيقي من التجلي الحبى الشوقى الجمالي وبالجملة نور الوجود الإلهي نُورُ متراكم عَلى نُورٍ بحيث لا يدرك به ولا يشاهد ولا يتميز ولا يشار اليه ولا يحس به وبالجملة من كمال شعشعته وغاية بروقه وشروقه ولمعانه لا يطلع عليه احد من مظاهره ومصنوعاته بلا توفيق منه سبحانه وجذب من جانبه بل يَهْدِي اللَّهُ الهادي لعباده الى فضاء وحدته لِنُورِهِ وضياء وجوده وسعة رحمته وجوده مَنْ يَشاءُ من عباده ممن جذبه الحق نحو جنابه ووفقه الوصول الى فناء بابه وَللتنبيه الى هذا المقام والإشارة الى هذا المرام يَضْرِبُ اللَّهُ المطلع على استعدادات عباده الْأَمْثالَ المنبهة والأشباه المشيرة الموضحة لِلنَّاسِ المجبولين على فطرة التوحيد لعلهم يتفطنون منها على ما جبلوا لأجله ويتنبهون على مبدئهم ومعادهم وَبالجملة اللَّهُ المحيط بالأنفس والآفاق احاطة حضور وشهود بِكُلِّ شَيْءٍ مما جرى في مملكة الوجود عَلِيمٌ بذاته لا يغيب عن حضرة علمه شيء من مظاهره ومصنوعاته ولحصول هذا التفطن والتنبه يتوجه المخلصون المنجذبون نحو الحق

فِي بُيُوتٍ وبقاع معدة للتوجه والتذكر مع انه قد أَذِنَ اللَّهُ المصلح لأحوال عباده الميسر لهم طريق الوصول الى جنابه أَنْ تُرْفَعَ اى لان ترفع بناؤها وتشيد اساسها وتعظم غاية التعظيم وَيُذْكَرَ فِيهَا اى لان يذكر في تلك البيوت والمساجد المعدة للتوجه والعبادة اسْمُهُ الذي هو عبارة عن كلمة توحيده وتنزيهه وتقديسه ولهذا يُسَبِّحُ لَهُ وينزه ذاته سبحانه عما لا يليق بشأنه توجها اليه سبحانه وطلبا لمرضاته فِيهَا اى في تلك البيوت المعدة المذكورة بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ اى في عموم

<<  <  ج: ص:  >  >>