للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما في الكتب السالفة من الفوائد على ابلغ وجه وآكده مع زيادات شريفة قد أَنْزَلْناهُ إليك يا أكمل الرسل مُبارَكٌ كثير الخير والبركة لك ولمن تبعك مُصَدِّقُ للكتاب الَّذِي أحكامه بَيْنَ يَدَيْهِ اى التورية والإنجيل وجميع الكتب والصحف النازلة من عند الله وَانما أنزلناه إليك لِتُنْذِرَ به أنت أُمَّ الْقُرى اى اهل مكة وَمَنْ حَوْلَها اى جميع اقطار الأرض وأرجائها إذ قد دحيت الأرض من تحتها على ما قيل لذلك صارت قبلة لجميع اهل الأرض وفرض حجها وطوافها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ من اهل الكتاب يُؤْمِنُونَ بِهِ اى بالقرآن ايضا وَسبب ايمانهم به انهم هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ اى يراقبون ويداومون على الميل والتوجه نحو الحق مؤمنين بجميع شئونه وتجلياته ومن جملتها بل من أجلتها إنزال القرآن البالغ أعلى درجات اليقين في تبيين احوال النشأة الاولى والاخرى إذ هو منتخب منهما مخبر عنهما على وجه يعجز عنه عموم ارباب اللسان والبيان من البشر ومن له ادنى مسكة من ذوى العقول لا بد ان يؤمن به وبإعجازه الا من أضله الله وختم على قلبه

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً بان قال بعثني الله نبيا كمسيلمة والأسود العنسي أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ كعبد الله بن ابى سرح وَمَنْ قالَ من كفار قريش سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ ولو نشاء لقلنا مثل هذا وَلَوْ تَرى ايها المعتبر الرائي إِذِ الظَّالِمُونَ المفترون على الله المكذبون لكتبه ورسله مغمورون فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وسكراته وأهواله وَالْمَلائِكَةُ قائمون مسلطون عليهم باسِطُوا أَيْدِيهِمْ كالمتقاضي قائلين لهم أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ وأرواحكم ايها المفترون الكاذبون بأيديكم حتى تخلصوا عن أيدينا واعلموا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ اى المشتمل على انواع الهوان والمذلة بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَقد كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ عتوا وعنادا

وَالآن لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى عارين منفردين عما استكبرتم به من المال والجاه والثروة والرياسة كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ عارين عن جميعها وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وما تفضلنا وابتليناكم به في النشأة الاولى ليكون سبب بطركم وخيلائكم وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَايضا ما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ معبوداتكم الَّذِينَ قد زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ اى في ايجادكم واظهاركم شُرَكاءُ معنا الآن لَقَدْ تَقَطَّعَ وانفصل بَيْنَكُمْ وبينهم وَضَلَّ اى قد غاب وخفى عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ انها شفعاؤكم ينقذونكم من عذاب الله قل يا أكمل الرسل للمنكرين للبعث والحشر المستبعدين المستحيلين احياء الأموات من العظام الرفات

إِنَّ اللَّهَ القادر المقتدر على عموم ما أراد وشاء فالِقُ الْحَبِّ بالنبات وَفالق النَّوى بالشجرة وبفلقه وشقه وبكمال حكمه وحكمته يُخْرِجُ الْحَيَّ اى الحيوان والنبات مِنَ الْمَيِّتِ اى الحبة والنطفة وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ اى الحبة والنطفة مِنَ الْحَيِّ اى الحيوان والنبات ذلِكُمُ اللَّهُ المحي المميت الحي القيوم المستحق للالوهية والربوبية والمعبودية فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ وتصرفون عنه الى غيره من الاظلال الباطلة ايها الحمقى العمي الآفكون وكيف تصرفون عنه مع انه هو بكمال قدرته وقوته

فالِقُ الْإِصْباحِ وشاق ظلام الليل يفلج الصبح لتكسبوا فيها اقواتكم ومعاشكم ايضا وَقد جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً لتستريحوا فيها من تعب الكد وهما من أقوى اسباب حياتكم وَايضا قد جعل لكم ولمعاشكم الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذواتي أدوار واطوار مختلفة وأوضاع متفاوتة شتاء وصيفا ربيعا وخريفا تتميما لأرزاقكم

<<  <  ج: ص:  >  >>