كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٢٧ - كتاب الحج - ٢٣ - باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر - ج: 2 - ص: 389

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ أَنْ يُبْدِلَ (١) ثِيَابَهُ (٢).

• [١٥٥٨] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الْمَدِينَةِ بَعْدَمَا تَرَجَّلَ (٣) وَادَّهَنَ، وَلَبِسَ إِزَارَه وَرِدَاءَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُْرِ (٤) تُلْبَسُ إِلَّا الْمُزَعْفَرَةَ (٥) الَّتِي تَرْدَعُ (٦) عَلَى الْجِلْدِ (٧)، فَأَصْبَحَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَلَّدَ (٨) بَدَنَتَهُ (٩)، وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ أَجْلِ بُدْنِهِ؛ لِأَنَّهُ قَلَّدَهَا، ثُمَّ نَزَلَ بِأَعْلَى مَكَّةَ

---

(١) رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وبدله: "يُبَدِّل" كذا لأبي الوقت.
(٢) من قوله: "وقال إبراهيم" إلى هنا ليس عند القابسي.
(٣) ترجل: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(٤) "وَالْأُزْرِ": كذا بالضبطين في اليونينية.
(٥) كذا ضبطه بالفتح والكسر ورقم عليه معًا.
(٦) رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. "تُرْدِعُ" رواية أخرى، قال عياض: والفتح أوجه. كذا في القسطلاني.
(٧) تردع على الجلد: تنفض صبغها عليه، وثوب رديع: مصبوغ بالزعفران. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ردع).
(٨) قلد: من القلادة، وهي: ما جُعل في رقبة الإنسان أو الحيوان، والْهَدي: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: غريب الحديث) للحربي (٢/ ٨٩١).
(٩) للكشميهني: "بُدْنَهُ".
بدنته: البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدن).