للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٩ - بَابُ وُجُوبِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَجُعِلَ (١) مِنْ شَعَائِرِ اللهِ

[١٦٥٤] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ (٢) اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ (٣) عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ (٤) فَوَاللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ (٥) أَنْ لَا يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالتْ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ، كَانَتْ: لَا جُنَاحَ عَلَيهِ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ بِهِمَا، وَلكنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ (٦) لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، فَكَانَ مَنْ أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَروَةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا (٧) سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا (٨) وَالْمَروة، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ الْآيَةَ، قَالتْ عَائِشَةُ : وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بَينَهُمَا، ثُمَّ أَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ


(١) في بعض الأصول: "وجُعِلا". ا هـ. من هامش الأصل.
(٢) شعائر: شعائر الحج: آثاره وعلاماته، جمع شعيرة. وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).
(٣) جناح: إثم وحرج، مشتق من جنح: إذا مال عن القصد. (انظر: التفسير الوسيط) (١/ ٣٢٠).
(٤) [البقرة: ١٥٨].
(٥) جُناحَ: هو الإثم، أصله من جنح إذا مال. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن) (ص: ٩٨).
(٦) يهلون: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).
(٧) ليس عند أبي ذر.
(٨) قوله: "بين الصفا" لأبي ذر وعليه صح: "بالصَّفَا".

<<  <  ج: ص:  >  >>