للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧ - بَابٌ إِذَا وَقَفَ أَرْضًا وَلَمْ يُبَيِّنِ الْحُدُودَ فَهْوَ جَائِزٌ وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ

[٢٧٨٦] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ (١) بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكانَ أَحَبُّ مَالِهِ إِلَيْهِ بَِيْرَُحَاءٍَ (٢) مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (٣) قَامَ أبُو طلحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (٣) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَِيْرَُحَاءٍَ (٤)، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: "بَخْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابحٌ - أَوْ: رَايِحٌ (٥)، شَكَّ ابْنُ مَسْلَمَةَ - وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ" قَالَ (٦) أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ ذَلِكَ (٧) يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي (٧) بَنِي عَمِّهِ.


(١) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الأنصار".
(٢) هو بالقصر عند أبي ذر.
بيرحاء: بئر وبستان، كانت في الناحية التي تسمى "باب المجيدي"، وقد محيت جميع معالمها في آخر توسعة للمسجد النبوي. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٤١).
(٣) [آل عمران: ٩٢].
(٤) كذا ثبت لأبي ذر، وعليه صح.
(٥) رايح: يروح عليك نفعه وثوابه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
(٦) لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(٧) ليس عند أبي ذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>