كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٣١ - كتاب الصوم - ٥٨ - باب صوم داود ﵇ - ج: 3 - ص: 118

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ﵄ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ " فَقُلْتُ (١): نَعَمْ، قَالَ: "إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ (٢) لَهُ الْعَيْنُ، وَنَفِهَتْ (٣) لَهُ النَّفْسُ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ"، قُلْتُ: فَإنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ ﵇، كانَ (٤) يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى".

• [١٩٩٠] حدثنا إِسْحَاقُ (٥) الْوَاسِطِيُّ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ (٦)، عَنْ خَالِدٍ (٧)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (٨) أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثَنَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ (٩) حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ، وَصَارَتِ الْوسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ: "أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ:

---

(١) لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعلى الأوَّلَيْنِ صح: "قُلْتُ".
(٢) هجمت: غارت ودخلت في موضعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجم).
(٣) لأبي الوقت، وابن عساكر: "نَهَثَتْ"، ولأبي ذر عن الكشميهني: "نَهِكَتْ"، ورواية "نَهَثَتْ" جعلها في "الفتح" بتقديم المثلثة على الهاء.
نفهت: أعيت وكَلَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفه).
(٤) لابن عساكر: "وَكَانَ" بزيادة واو.
* [١٩٨٩] [التحفة: خ م ت س ق ٨٦٣٥]
(٥) لأبوي ذر والوقت، وعلى الأول صح: "إِسْحَاقُ بنُ شَاهِينَ".
(٦) لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر: "خالِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ".
(٧) لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعلى الأول صح: "خالدٍ الحَذَّاءِ".
(٨) لأبي الوقت: "حدَّثني".
(٩) أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص ٤٢٧).