كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٣١ - كتاب الصوم - ٧٢ - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر - ج: 3 - ص: 135

﵁: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُجَاوِرُ (١) فِي رَمَضَانَ الْعَشْرَ الَّتِي فِي وَسَطِ (٢) الشَّهْرِ، فَإِذَا كَانَ حِينَ يُمْسِي مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي (٣) وَيَستَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، رَجَعَ إِلَى مَسْكَنِهِ، وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ، وَأَنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا، فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَمَرَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: "كُنْتُ أُجَاورُ هَذِهِ الْعَشْرَ، ثُمَّ قَدْ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ (٤) فِي مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، فَابْتَغُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَابْتَغُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ"، فَاسْتَهَلَّتِ (٥) السَّمَاءُ فِي (٦) تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَمْطَرَتْ، فَوَكَفَ (٧) الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى النَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَبَصُرَتْ عَيْنِي نَظَرْتُ (٨) إِلَيْهِ انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ، وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً.

• [٢٠٢٩] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "الْتَمِسُوا".

---

(١) يجاور: المجاورة: الاعتكاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جور).
(٢) قوله: "الَّتِي فِي وَسَطِ" للكشميهني: "الَّتِي وَسَطَ". من "الفتح".
(٣) لأبي ذر عن الحموي، والمستملي: "يَمْضِينَ"، وجعله في حاشية البقاعي بالتاء أوله.
(٤) في نسخة، وللمستملي: "فَلْيَلْبَثْ". من "الفتح".
(٥) فاستهلت: أمطرت بشدة وصوت. (انظر: عمدة القاري) (١١/ ١٣٥).
(٦) ليس عند ابن عساكر.
(٧) فوكف: قطر سقفه بالماء. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ٢٨٦).
(٨) قوله: "عَيْنِي نَظَرْتُ" لأبي ذر وعليه صح، والحموي، والمستملي: "عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَنَظَرْتُ"، وهذان الرمزان من الفرع.
* [٢٠٢٨] [التحفة: خ م د س ق ٤٤١٩]
* [٢٠٢٩] [التحفة: خ ١٧٣٢٢]