كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٤١ - باب في الشرب - ١٢ - باب شرب الناس والدواب من الأنهار - ج: 3 - ص: 334

سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَال بِهَا (١) فِي مَرْجٍ (٢) أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا (٣) ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَو الرَّوْضَةِ كَانَتْ (٤) لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهُ انْقَطَعَ طِيَلُهَا فَاسْتَنَّتْ (٥) شَرَفًا (٦) أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهْيَ لِذَلِكَ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا، فَهْيَ لِذَلِكَ سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَهْيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ"، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: "مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ (٧) ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ (٨) خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ " (٩).

---

(١) لأبي ذر وعليه صح: "لَهَا".
(٢) مرج: أرض واسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي: تُخَلَّى تسرح مختلطة كيف شاءت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرج).
(٣) طيلها: الطِّوَل والطيل: الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفَرَس ليَدُور فيه ويَرْعَى، ولا يذهب لوجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طول).
(٤) لأبي ذر وعليه صح: "كَانَ".
(٥) فاستنت: استن الفرس: عدا لمرحه ونشاطه ولا راكب عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).
(٦) شرفا: الشرف من الأرض: العالي. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (٢/ ٥٤٣).
(٧) الفاذة: المنفردة في معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فذذ).
(٨) ذرة: نملة صغيرة، وقيل: الذرة لا وزن لها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).
(٩) [الزلزلة: ٧، ٨].
* [٢٣٨٢] [التحفة: خ م س ١٢٣١٦]