كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٤٦ - باب الشركة في الطعام والنهد والعروض - ج: 3 - ص: 406

كُلُّهُ (١)، فَكَانَ مِزْوَدَيْ (٢) تَمْرٍ، فَكَانَ يُقَوِّتُنَا (٣) كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا (٤)، حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ، فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، قَالَ: ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَِّرِْبِ (٥)، فَأَكَلَ مِنْهُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ثَمَانِيَ (٦) عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبَا (٧)، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا فَلَم تُصِبْهُمَا.

• [٢٤٩٧] حدثنا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ﵁ قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ (٨) الْقَوْمِ وَأَمْلَقُوا (٩)، فَأَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟ فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟

---

(١) عليه صح.
(٢) على أوله صح.
مزودي: مثنى مزود وهو ما يجعل فيه الزاد كالجراب. (انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري) (١٣/ ٤٢).
(٣) لأبي ذر عن الكشميهني: "يُقَوِّتُنَاهُ".
يقوتنا: يعطينا قوتنا وهو ما يمسك الرمق من المطعم. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: قوت)
(٤) قوله: "قَلِيلًا قَلِيلًا" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قَلِيلٌ قَلِيلٌ" بالرفع.
(٥) كذا بالوجهين، وفوقه: "معا".
الظرب: الجبل الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظرب).
(٦) على آخره صح.
(٧) "فَنُصِبَا" بغير تاء كذا في اليونينية.
* [٢٤٩٦] [التحفة: خ م ت س ق ٣١٢٥]
(٨) رقم عليه بعلامة الكشميهني وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَزْوِدَةُ".
(٩) أملقوا: افتقروا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملق).